قنديل الجروح

يشِبْ الليل قنديل الجروح وتصرخْ الآهاتْ
وأنا بين الدموع وصمتي النّازف وصرخاتهْ

يسُوقْ البرْدْ فنجال الهموم وتقلطْ الضيقاتْ
على جال الخفوق اللي ذبِلْ من حَرّ طعناتهْ

صخبْ هذا المساء بردْ وحنينْ ولهفةْ ووسجّاتْ
وِجَعْ يسقي معاليق الضماير مُرّ جرعاتهْ

على خطوط السهرْ طال السفرْ في مركب الونّاتْ
طعامي شِعري وحِبرْ الجنون أشهى ملذاتهْ

وحيد تهزني رِيح الحنين لوقتي اللي فاتْ
حزين الفكر ضائع بين وسواسه وسجّاته

على درب الشقاء العمر اِيتساقطْ والسنين شتاتْ
ويعرضْ لي شريط الذكريات أبرزْ محطاتهْ

يمرّ الحلم من قدّام عيني وأشعِلْ الشمعاتْ
ويجلسْ فالحنايا بين نزفْ القلب وآهاتهْ

حبيبي مصدرْ أفراحي وحلمي وأعذبْ الأوقاتْ
برُوق الشوق لاحت والفراق أسرفْ بغاراتهْ

ذِكرتكْ واِنكسر رأس الشموخ وطاحنْ الدمعاتْ
وأنا رجلٍ يموت ولا تشوف النّاس دمعاتهْ

رَحلتْ وطاح قلبي في يِدَينْ الهم واللّوعاتْ
وأنا مالي سوى حبّك ووجدانك وضحكاتهْ

تنطّحتْ الزمان وهدّ حيلي والحظوظ أمواتْ
ذِبلتْ وماتتْ ورود الخفوق وعطر بسماتهْ

يسيلْ الحزنِ من عين القصائد وأبلعْ الحسراتْ
تِوشّحتْ الظلام وجرحْ بُعدكْ ذِقتْ مأساتهْ

بعَدكْ أرتّبْ جُروحي مثل ما أرتّبْ الكلماتْ
تجرّعت العذاب وحلمْ وصلك طوّلْ سباتهْ

تَعبتْ أركض على رمضاء الظمأ تلفحني العبراتْ
تَناثرتْ وقِدمْ رجلي تعبْ من سَير خطواتهْ

يا حلمْ الشاعر اللي طَوّع عِنان القصيد وباتْ
يِهذري داخل أحضانْ السطور وتبكي أبياتهْ

ألمْ يسهرْ على ريشة قلم متوّسدْ الصفحاتْ
تعلّقْ قلبه المسكين بين الآهْ وسِكاتهْ

على جمرْ السهر يفرشْ ضلوعه والقصيد إثباتْ
صِبَرْ حتى اِنزرَعْ شوك الأسى في عمقْ نظراتهْ

قهرْ هذا الزمن يسرقْ من العمر أجملْ اللحظاتْ
خَدعنا في ابتساماته وضِعنا في متاهاتهْ

حبيبي موطن إحساسي ونور الفجر والبسماتْ
يا روح الروحْ نبض القلبْ وإحساسهْ وغاياتهْ

كِذبْ من قالْ لك ما فاتْ يا كل الأمانيّ ماتْ
هذا لك عام غائبْ وأنت بين الشاعرْ وذاتهْ

تهِبّ رياح ذِكراكْ بخفوقي والعُزوم فْتاتْ
وأنا أتبعثرْ على بِساطْ الوَلهْ وأطوي مسافاتهْ

غَديتْ العاشق اللي من سرابْ الذاكرة يِقتاتْ
غريب يجاذبهْ صوتْ الغرام وسَيلْ قطراتهْ

فقدتكْ يا بدايات المحبة وأطهرْ الغيماتْ
وكرهتْ الحال بغيابك وقلبي ملّ نبضاتهْ

حبيبي قبل ما أودّعْ طيوفك وأسرجْ الخطواتْ
بغيتكْ تسمعْ القلب الحزين وتحفظْ أوصاتهْ

فديتكْ تكسر أُنُوف الظروف وتقتلْ الغيباتْ
وتفتحْ باب وصلك والفراق تشقّ صفحاتهْ