تدحرج الدر - عبد القادر الأسود

تَدَحْرُجُ الدُرِّ
 
 
جلست إلى جانبي و ما فارق ا لدمع خدها معظم الطريق ، ولمّا عَرَفتُ أنّ السببَ هو مغادرتُها بيتَها لليلةٍ واحدةٍ كانت هذه القصيدة .
 
 
دُرَرٌ تَدَحْرَجُ فوق دُمْلُج وَرْدِ
أغلى من الماسِ المُعَسْجَدِ،عِندي
 
عِقْدٌ تآلف ُدرُّهُ وجُمانُه
ما بالُه ينفضُّ فوقَ النَهْد!
 
بأناملٍ مِنْ لؤلؤٍ متورِّدٍ
راحتْ تُلَمْلِمُ حَبَّ ذاك العِقْدِ
 
أَوَ نابَها يُتْمٌ فأجرى دمعَها
سَحّاً فروّى الدمعُ روضَ الخدِّ؟
 
أحلى من العَسلِ الضَريبِ حديثها
فكأنّ في فمِها جِرارَ الشهد
 
لو كان في دمعي الغَناءُ ذرفتُه
أو تُفْتَدى لَفَدَيْتُها بالكِبدِ
 
رِيمٌ نأى ؛ مااعْتادَ تَرْكَ كِناسِهِ
فبكاه وهو به حديثُ العَهْدِ
 
فبكى وأبْكى في الهوى جيرانهُ
أ َتُرى كواهم ما بهِ مِ الفَقدِ؟
 
لهفي عليه حكى الغَمَامَ صَبابةً
مَنْ راعَ ظَبياً من سَوارح نَجْدِ !
 
قد عاش دهراً آمناً في سِرْبِه
ما كان يصلُحُ للنَوى والوَجْدِ
 
أُنثى أَرَقُّ مِنَ النسيمِ فؤادُها
والعِطْفُ أنْدى مِنْ براعمِ وَردِ
 
والطبعُ أَرهَفُ ما يكون لَطافَةً
بالحبِّ ، فاض جَنانُها ، والوِدِّ
 
للسعدِ قد خلقت ، فلو مُلِّكْتُه
لجعلتُها تحيا بوَفْرَةِ سَعدِ
 
ربّاه لا تحكمْ بطولِ بُعادِها
وارْأَفْ بها يا مُستَحقَّ الحَمْدِ
 
* * *
ياجارتا ماذا يقول أخوالنوى
إن راحَ من بُعْدٍ غدا في بُعْدِ
 
ما زال يُكوى بالبُعادِ فُؤادُه
حتى غدت نيرانُُه كالبردِ
 
قلبٌ تمرّس بالمحبّةِ والهوى
فالهجرُ رَوَّضَهُ وطُولُ الصَدِّ
 
هيمان يشكو للنجوم، فَلَيْلُهُ
مابين نجوى،في الخيال،وسُهْدِ
 
يهفو إلى هند، ويَشفي قلبَه
إمّا رأى عَرَضاً صَواحِبَ هند
 
فبهِنَّ منها رِقَّةٌ ومَلاحةٌ
وسَنا جَبينٍ وابتسامةُ خَدِّ
 
منّا إليها فَرْطُ وَجْدٍ مقلق
ولَنا إذا ذُكِرتْ سَحابةُ نَدِّ
 
يا جارتا صَبراً على حرّ الجوى
ليس البُكا لو تعلمين بِمجْدِ
© 2024 - موقع الشعر