بَغدادُ يا أُماً حَنِيَّهْيا وَاحَةَ الحُبِّ العَذِيَّهْبغدادُ يا دارَ الرَّشِيدِ وقلْعَةَ المجْدِ القويَّهْبلدَ المروءةِ والشهَامةِ دارَ عِزٍّ يَعْرُبيَّهْوطَنَ العُلا وَالمَجْدِ ، يادارَ النَدى والأجْوَدِيَّهْأنتِ عَروسٌ لِلْعَواصِمِ والمَدائِنِ يا أبِيَّهْيا دُرَّةَ المَجْدِ التَلِيدِ ونَجْمَةَ الدِّينِ العَلِيَّهْيا مَنْبَعَ العِلْمِ الغَزِيرِ وَمَنْهَلَ القِيَمِ السَنِيَّهْيا موطِنَ النَجَدَاتِ يابغدَادَ يا دارَ الحَمِيَّهْماذا دَهَاكِ مِن المَصَائِبِ والفِعَالِ الهَمَجِيَّهْأَهْلُوكِ عَاشُوا فِي النَّعِيمِ وَفي الفَسادِ عَلى السَّوِيَّهْواسْتَمْرَؤوا اللَّذَاتِ وَانْغَمَسُوا بِفِعْلِ الجَاهِلِيَّهْنَفَرٌ تَسَلَّطَ مِنْهُمُظَلَمُوا وَسَطْوَتُهُمْ قَوِيَّهْعَمَّ الفَسَادُ بِعَهْدِهِمْوَالفِسْقُ سَادَ الأَكْثَرِيَّهْيَحْلُو لَهُمْ ظُلْمُ العِبَادْأَفْعَالُهُمْ جِدّاً رَدِيَّهْواسْتَعْذَبُوا التَقتِيلَ إنْنَّ قلوبَهُمْ غُلْفٌ قَسِيَّهْوالليْلُ لَيْلٌ صَاخِبٌعَْزفٌ وَأَلْحَانٌ شَجِيَّهْوالخَمْرُ تَصْرَعُ أَهْلَهَاوَالكَأْسُ مُتْرَعَةٌ رَوِيَّهْلا ، لَيسَ مِنْ عِزٍّ يَدُومُ وَليْسَ لِلظُلْمِ تَلِيَّهْحتى غَزَا بَغْدَادَ أْنْذَالٌ وَأقْوَامٌ عَتِيَّهْغَازٍ تَعَطَّشَ لِلدِّمَاءِ ، دِمَاؤنَا صَارَتْ شَهِيَّهْفأتَى الخَنَازِيرُ الغُزَاةُ فَدَنَّسُوكِ بِعُنْجِهِيَّهْمِنْ كُلِّ عِرْبِيدٍ لَئِيمٍ، كلِّ فاجِرَةٍ بَغِيَّهْ****أَينَ الذينَ تَجبَّروا ؟أينَ العُتَاةُ ( السَرْسَرِيَّهْ )؟خَرَجُوا بِذُلٍّ مَاسِخٍبَرَحُوا القُصُورَ إلى الأَرِيَّهْتَرَكُوا القُصورَ ورَاءَهُمْذَهَبُوا وَحَالَتُهُمْ زَرِيَّهْخَدَعُوكِ حُكَّامٌ طُغَاةٌ رَوَّعُوكِ بِلاَ رَوِيَّهْقَدْ جَرَّعُوكِ المُرَّ حَتتى صِرْتِ لِلْظُلْمِ الضَحِيَّهْأينَ الجِنَانُ الوَارِفَاتْ ؟أينَ العُيونُ البَابِليَّهْ ؟أينَ القصُورُ الشَامِخَاتْ ؟أينَ القُدُودُ السُومَرِيَّهْ ؟أينَ الرُّصَافَةُ وَالعُيُونُ الدُّعْجُ وَالحُورُ الحَيِيَّهْ ؟أينَ النشَامَى فِي رُبَىتَكْرِيتِ وَالنَّجَفِ الزَّكِيَّهْ ؟أينَ الضَوَارِي فِي دِيَالَى ، فِي رِحَابِ العَامِرِيَّهْ ؟أينَ الغَيَارَى فِي الرَّمَادِي ، فِي رُبُوعِ الكَاظِمِيَّهْ ؟أينَ الفُراتُ وصِنْوُهُوَمْوصِلٌ وَالنَاصِرِيَّهْ ؟أينَ العَذَارَى فِي السَّمَاوَةِ ، بَابِلٍ ًوٌالهاشِميَّهْ ؟أينَ المُروءَةُ فِي رُبَىكَرْكُوكَ وَالفَاوِ العَصِيَّهْ ؟أينَ العَرَانِينُ الأُبَاةْ ؟أينَ الأُسُودُ الشَمَّرِيَّهْ ؟أينَ الكَرَامَةُ وَالفِدَاأينَ الرِّجَالُ العُجْرُمِيَّهْ؟****في كلِّ يَوْمٍ وَجْبَةٌلِلْمَوْتِ صُبْحَاً أو مَسِيَّهْكَهْلٌ يُجَنْدِلُهُ الطُّغَاةْطِفْلٌ تُمَزِّقُهُ شَظِيَّهْوالعِرْضُ يُهتَكُ عُنْوَةًوَرُفَاتُ أَجْسَادٍ شَلِيَّهْقَتْلَى بِأعْدَادِ الحَصَىوَدِمَاءُ أشْلاءٍ سَرِيَّهْوَأَبٌ يُوَدِّعُ نَجْلَهُوَالأُمُّ ثَاكِلَةٌ عَزِيَّهْبَغدَادُ كَمْ مِنْ نِسْوَةٍقُتِلَتْ وَأَجْسَادٍ شَوِيَّهْ ؟والمَوْتُ فِي كُلِّ الدِّيَارِ فَكَمْ يَتِيمٍ كَمْ عَجِيَّهْ ؟يَنْجُو ذَوُو حَظٍ إذاما أَخْطَأَ الرَّامِي الرَّمِيَّهْعَذْرَاءُ يَقْتلُهَا الأَسَىحُزْناً وأدْمُعُهَا سَخِيَّهْتَبْكِي المُروءَةَ إذْ غَدَتْثَكْلَى بِأمَّتِنا الشَّقِيَّهْلِمَ زَالَ سِتْرُكِ يا فَتَاةْ ؟وَأينَ خِدْرُكِ يا صَبِيَّهْ ؟جُلُّ المَنَازِلِ هُدِّمَتْجَنَبَاتُهَا بَاتَتْ خَوِيَّهْحتى المسَاجِدُ دُمِّرَتْنَاحَتْ مَآذِنُهَا شَجِيَّهْالمُجْرِمُونَ المَارِقُونَ يُذَبِّحُونَ بِلاَ أنِيَّهْهُمْ حَاقدُونَ وَعَابِثونَ وَهُمْ قُسَاةٌ غَشْمَرِيَّهْسَفَكُوا دِمَاءَ المسلمينَ لِيُشعلوهَا طَاِئفيَّهْوليُوقِعُوا الأَضْغَانَ والْأَحْقادَ وَالفِتَنَ العَمِيَّهْوَيُنفِّذُونَ مَآرِبَ الْأَسْيادِ فِي كُلِّ عَشِيَّهْمِنهُمْ خَنَازِيرُ اليَهُودِ وَالكِلابُ الأمرِْكيَّهْوَمُومِسَاتُ الإنْجِليزِ والبَغَايا الإيطَلِيَّهْيا دُرَّةَ النَهْرَيْنِ يَابغدَادَ يَا أُمَّاً وَفِيَّهْبَغدَادُ كُنْتِ شِعَارَنَاواليَوْمَ نَحْنُ بِلاَ هُويَّهْبَغدَادُ كنْتِ فَخَارَنَاواليَومَ نَرْضَى بِالدَّنِيَّهْبَغدَادُ كنْتِ مَلاذَنَاواليَومَ سَاحٌ لِلْمَنِيَّهْزُعَمَاؤنَا عُجْمٌ نِعَاجٌ ، جُلُّ أُمَّتِنَا خَصِيَّهْقَهَرُوا العِبَادَ تَجَبُّراًوَشِعَارُهُمْ قَتْلُ الرَّعِيَّهْوَنَسُوا لِسَانَ الضَّادِ وَافْتَقَدُوا حُرُوفَ الأَبْجَدِيَّهْوَلِسَانُ حَالِهِمُ يَقُولُ : فِعَالُنَا بَاتَتْ جَلِيَّهْ :إِنَّا نَسُومُ شُعُوبَنَاخَسْفاً نَزِيدُهُمُ أَذِيَّهْإنَّا نَسُوقُ شُعُوبَنَاسَوْقاً كَأَنْعَامٍ شَلِيَّهْإنَّا نُذِلُّ شُعُوبَنَابَلْ نَحْنُ لِلْغَرْبِ المَطِيَّهْبَغدَادُ قَادَتُنَا ضِيَاعٌ ، إنَّ أُمَّتَنَا سَبِيَّهْعَرَبٌ إذا عَاشَرْتَهُمْفَحَدِيثُهُمْ كَفَحِيحِ حَيَّهْفَالسُّخْفُ أَصْبَحَ نِحْلَةًوَالجُبْنُ قَدْ أَضْحَى سَجِيَّهْ****بَغدَادُ يا أُمَّ الكُمَاةِ وَالرِّمَاحِ السَّمْهَرِيَّهْمَا لِلْعُروبَةِ أَصْبَحَتْذَنْبَاً وَأُمَّتُنا دَعِيَّهْ ؟وَالدِّينُ أَصْبَحَ مَغْرَمَاًأَبَدَاً ، وأُمَّتُنا غَوِيَّهْأَوَّاهُ يا عَهْدَ الرَّشِيدْسَقْيَاً لِعَهْدِ بَنِي أُمَيَّهْإِنَّا سَئِمْنَا الزَّيْفَ وَالتْتَضْلِيلَ وَالخُطَبَ الثَرِيَّهْوَلقَدْ بُلِينَا ،إِنَّ قَادَتَنَا هُمُ شَرُّ البَلِيَّهْوالنَفْسُ عَافَتْ كُلَّ ماتَحْكِيهِ أَنظِمَةٌ فَرِيَّهْوَلَقَدْ مَلَلْنَا كُلَّ فَتْوًى مِنْ شُيُوخٍ أَزْهَرِيَّهْأَوْ حُكْمَ قَاضٍ بَارِعٍأَوْ مِنْ دُهَاةِ الحَاكِمِيَّهْإِذْ لَمْ يَعُدْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا سِوَى قَرَفُ الْخَطِيَّهْوَطَنٌ يَئِنُّ مُكَبَّلاًقَهْرَاً وَأُمَّتُنَا ظَمِيَّهْأَقَضِيَّةُ الوَطَنِ الكَبِيرْأَمْ نَحْنُ لِلوَطَنِ القَضِيَّهْ؟وَحِكَايَةُ الوَطَنِ الجَرِيحِ وَنَحْنُ لَلوَطَنِ الضَّحِيَّهْيَا أُمَّةَ العَرَبِ انْهَضِيهَلْ لِلْمُرُوءَةِ مِنْ بَقِيَّهْ؟
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.