مشاعل - فتاة عرعر - محمد الشهري

يامشاعل موتك من البرد يمكن فيه خِيره
طالما من الفقر مِتي قبل موت البرد .. جوع

في زمان البذخ الاعمى والمزاين والعشيره
والغلا .. والنفط سعره من طلوعٍ في طلوع

مابقى لك في ربوع وخارطة شبه الجزيره
غير قبرٍ .. يتّسع لك يوم عافتك الربوع

نعمه .. انّ قبورنا مجّان .. والتربه وفيره
ولاّ كان امْداك جثه هامده مدّة اسبوع

من "15 شتاء".. وعيشتك عيشه مريره
مدري جلدك نوع؟ واحْنا جلودنا من غير نوع

الحراره صفر واحْْنا صفر واصفارك كبيره
وكل صفرٍ منك فاق اصفارنا قدْر وطبوع

يامشاعل.. برد عرعر مادرى عن زمهريره
من ينام الليل بفراشه على ضيّ الشموع

تحت سقف الغرفه ودفايته جانب سريره
وانتي سقفك "صندقه" وشْموعك آلت للميوع

إنطفيتي وانطفت أحلامك العذرا الصغيره
لكن اشعلتي بموتك نار .. واذرفْتي دموع

صكْصكَة أسنانك من البرد في الليله الأخيره
غير موتك .. ما لقت لصراخ صكتها سموع

كنّك الاّ تحترين الشمس في عزّ الظهيره
لجل يُصهر من جسدْك الثلج .. ويخفّ الصقوع

ليت بامكاني اسوّي شي واعذاري كثيره
لكن الشكوى على الله .. ما لتوديعك رجوع

ذنبك إنّك من نتَاج الفقر والحال الكسيره
وعذري اني شخص يسكت خوف ويجيد الركوع

لا غدى الكرتون بطّانيّة الناس الفقيره
موتي موتة عزّ راسٍ غير قابل للخضوع

طالما تقصرعيون الناس والأيدي بصيره
والله ان البرد .. برد احساس لا برد الضلوع

© 2024 - موقع الشعر