حين ودعني في المساء الأخير .كان يحفظ سطراً من الشوق ،والشعريرفع ساعده كي يطير .كان يفتح كفيه للريح ،للمطر الموسمي ،لقُبّرة مارست عشقها ...في حقول الأثير .كان يسترجع المُرَّ في دمه ،حيث رف على شفة الجرح موالهذاهباً في الهجير .كان يأوي إلى جذع صفصافة ،يشرب الماء بالراحتين ،يهز الجهات بحبل الضمير .كان يلقي على شجر الموز ،والبرتقال التحية ،للغور بهجته ..للجبال محجته ..في المزار القصير .كان يمحو النعاس ببعض الرصاص ،ويشعل من شاطئ النهر ،نار المسير .***كان في لغة الصمت يهجس ...يرسم خارطة مجَّدتها يداه .كان يزرع قبضته في دمي ..كان يرخي كسلسلة من عبير هواه .كان يدخل كعبته ثم يخرج ..متشحاً بطيور المياهكان يمشي .. يعذبه الوطن الحلو ،ينهض من حلمه أخضر القلب ،قد أنضجته الصلاةكان في وجهه القروي الأليفامتداد الحقول ،وفي ناظريه انتباه .كان أكبر من وقته إذ سعى ..كان أصغر من صمته ..إذ رنا في سجل الإله .كان يصحو مراراً ..يمرن أعصابه في الصباح ،على طلقة خبأتها رؤاه .***حين ودعني وارتحلكان أو لم يزل .مر من ساحل الجرح ،متسماً بالقبل .كانت الأرض شرفته للنشيد الشهيالذي ما أكتمل .والصبايا يزغردن ملء النهار ،يفجرن ينبوعه في الجبل .رف ثم أنتقل .قال : أمي تهدهد أفراخها في البلادالتي ترتوي من سواد المُقل .قال : أمي وزواج بين اختلاج العذابوخفق الأمل .قال : أمي وخبأ في النار أعراسه ،وأشتعل .و اختفى في المدى المحتمل .آه ، يا دمه ، يا رسائله ،يا رصاص الأزل ،كن زنبقهُ ...موجه ..صحوة الشمس في المعتقل .
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.