احتفال غامض - محمود محمد الشلبي

وذرفت دمعتك العصية
 
حين أسلمنا غموض الدرب
 
للصمت النحيل
 
لغة تفتش عن سراب
 
في ثنايا الوقت
 
تشتبك الحروف
 
على غصون القلب
 
تبحث عن دليل
 
هي آية للبوح .....
 
يشعلها المكان ....
 
كأن هذا الوقت زهر من دمي ....
 
ونشيده بيني وبين حبيبتي .....
 
بحر يكاد بموجه الصخاب .....
 
يغرقنا .... ويحملنا إلى شط الرحيل
 
قدر يشق طريقه كالنار .....
 
ينسجها الظلام ....
 
على شرايين التوحد .....
 
مثل طير المستحيل
 
ويداك تنتشران في الذكرى ....
 
على لهب القصيدة ....
 
في غبار الوقت ....
 
صعب كل هذا الموت ...
 
والبنت الجميلة لا يفارقها الندى .....
 
هي دمعة سكبت .....
 
فأغرقت المدى ....
 
أو أغرقتني ....
 
وتطايرات أسراب دهشتها ....
 
غيومها ... عند
 
فاتحة الطلول ....
 
وأقول للوجه الموشى بالتأمل .....
 
بالحضور وبالغياب ....
 
وبالتوحيد والتغرب .....
 
إنني " قلق كأن الريح تحتي " ....
 
أو كأن دمي يكاد يفر
 
من بدني ....
 
وتجرفني السيول
 
وتقول سيدة التفاصيل الجميلة
 
ها هنا طير صغير
 
اخضر القسمات
 
حط على جناح السرو متئداً
 
ليغزل من ملامحنا
 
أناشيد الفصول
 
هو طائر الحب استبد به العناء .
 
فجاء منفرداً ....
 
بأجنحة الرسول
 
ونغيب في الصمت النبيل
 
فإذا بعينيك الربيع ....
 
تزاحمت فيه الطيور .....
 
وخضرة الماء المسافر ....
 
بين حلمك والأصيل
 
وإذا بعينيك انشغال الأمس
 
بالآتي
 
ذبول الشمس فوق ذرا النخيل
 
وكان عينيك السبيل
 
كأن عينيك السبيل
 
* * * * *
 
هذا هو اليوم الذي نمشي معاً
 
في مقلتيه .....
 
كجدول من سلسبيل
 
فتفردي بعذوبة اللحظات .......
 
يسفحها حديثك فوق طاولة ......
 
كمطر حديقة ....
 
ماجت بنرجسها
 
على قلبي العليل
 
لك كل هذا الانتشار
 
على مرايا الحزن في روحي ....
 
ويدخلني السؤال ....
 
إلى غيابي في الذهول
 
ماذا سيولد بعد نزف حديثنا
 
إذ تحمل النسمات شعرك
 
في احتفال غامض
 
قد ظل يحرسني ....
 
ويؤنسي .....
 
ويوقظ في جوانحي الصهيل
 
ماذا سيأتي في غد؟!
 
ماذا ستحمله الليالي
 
من حكايا أو منايا ؟!
 
هل أغني ؟
 
ام أنوح ؟ ‍!
 
كلاهما وجع الحبيب ......
 
على الحبيب ......
 
إذا تناءى
 
أو توارى في الذبول
 
يا حسرة القلب الجريح .....
 
فكم سينزف
 
بعد ان نمتد في النسيان
 
كم سيفيض دمع الروح ......
 
ملتجئاً الى الكتمان
 
هل سيكون لي قلب ......
 
أم ان ضلوعي انكسرت .....
 
على ما تحتويه من الصليل
 
* * * * *
 
ما أصعب القدر الذي يأتي .....
 
ووقت حلوله ......
 
أمضى من السيف الصقيل
 
فاذا تناثر ما تحرق من دمي ....
 
في مرفأ العمر البعيد
 
وخيمت صور القصيدة ....
 
عند بيتك
 
فاذكرني حظي القليل
 
ماذا تبقى من دمي ....
 
حتى أواجه غربتي .....
 
فأنا القتيل على يديك ...
 
أنا القتيل ......
 
أنا القتيل ......
© 2024 - موقع الشعر