(1)( الزلزلة )كانوا على صدر المخيم ,يكبرون مع الثواني .فتحوا نوافذهم لقرص الشمس ,والأبواب للمطر المسافر ... في الأماني .البحر يأخذهم الى موج الحقيقة ,والسفائن تصطفيهم ....للرحيل عن المكان .هذي الشوارع زلزلت زلزالها ,والأرض ألهبها الرصاص ,و أخرجت أثقالها .دمهم على كف الشهادة ... لا ينام .بيروت تبحث عن أساميهم ...وتكتبها ...على جسد الغمام .للحزن في لبنان أشجار ...تزهر في مآقيهم ..ويخذلها السلام .والظلم يسرق من رغيف الحر , لقمته ...ويستفتي الظلام .(2)( ما قاله الراوي )يحكى أن سماء ,فوق مدينة بيروت ... انشقت .واحتد أديم الأرض ,على مذبحة كبرى .والطرقات انسدت .والقتلى , لبسوا ذات مساء دمهم .والقاتل أفلت .والأقمار على طرفي الشارع ,في " صبرا و شاتيلا "انشطرت ,والنخوة نامت باستغراق ..طي رمال الصحرا....والخيل انتحرت .قال الراوي :إن الجاني أشقى من كل ضحاياه .والقاتل يعرف حد جريمته ,والشاهد تاه .والعربي الغارق في الصمت ,وفي النسيان ,يلملم خيبته ,ويهيئ منفاه .(3)( على هامش المذبحة )من سقطوا في " صبرا و شاتيلا " ..حملتهم أنداء الفجر الى دنيا الملكوتهتفوا قبل فراق الروح ,بصوت مبحوح :هذا زمن فيه الناس سكوت .والقاتل يمشي في نعش المقتول ,( وسبحته ) من ياقوت .الغيم المحزون ترجل ذات مساء ,في بيروت .فأنهدمت أكواخ الفقراء ,وبحت أصوات الشعراء ,احترقت بيروت ,وما عادت بيروت !نادت من آخر حلم ,لم يسمعها " المعتصمون " !!لم يسمعها البحر , ولا النخل ... ولا الخيل ,وضاعت صرختها ...في وادي الطاغوت .هذي مذبحة في وطن ...يتقاسمه هاروت وماروت .دمنا يصعد شرفته ..ويشكل في الأرض هويته ,والحاصل ...ما من حق في قاموس الشعب يموت .(4)( الرحيل )بكى صاحبي ساعة ...وانثنى للأصيل .يفجر في قلب بيروت جمرته ,فاحتواه الصهيل .و أطلق من شرفة البحر ...صارية للندى ...و أغنية للرحيل .قال :هل في المنافي وطن ؟!وحدق في صفحة المستحيل
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.