وأخيرًا.. شرفوني.كان قلبي دائمًا ينبئني..أنهم آتون..كي يعتقلوا الكلمة.. أو يعتقلوني..ولذا.. ما فاجأوني.كسروا أبواب بيتي في جنيف.لوثوا ثلج سويسرا.ومراعيها.. وأسراب الحمام..وتحدوا وطن الحب، وإنجيل السلام.وضعوا شعري بأكياس..فهل شاهدتم؟دولة تسرق عطر الياسمينيا لها من غزوة مضحكةسرقوا حبري، وأوراقي، ولم..يسرقوا النار التي تحت جبينيإنني أسكن في ذاكرة الشعب..فما هم.. إذا هم سرقوني؟؟...2وأخيرًا.. دخلوا غرفة نومي..واستباحوا حرماتيبعثروا أغطيتي..شمشموا أحذيتي..فتحوا أدويتي..دلقوا محبرتي..رقصوا فوق بياض الصفحاتغزوة تافهة جدًا.. ككل الغزواتأي عصر عربي؟ذلك العصر الذي أفتى بقتل الكلمات؟أي عصر معدني؟ذلك العصر الذي يفزع من صوت العصافير،وشدوا القبراتأي عصر لا يسمى؟ذلك العصر الذي يحبسناخلف أسوار اللغاتأي عصر ماضوي.. فوضوي.. بدوي..قبلي.. سلطوي.. دموي؟ذلك العصر الذي يطلق النار عليناثم يرمي جثث الكتاب..في قعر الدواة؟؟3وأخيرًا.. بلغوني..أنهم كانوا هنا..فلماذا بلغوني؟إنني أعرف بالفطرة أصوات بساطير العساكر..وأنا أعرف بالفطرة،أوصاف، وأحجام، وأسماء الخناجر..جهزوا جيشًا خرافيًالكي يقتحموا عزلة شاعر..تركوا خلفهم الروم.. لكييعلنوا الحرب على ريشة طائر..قدموا من آخر العالم،حتى يسرقوا بعض الدفاتر..آه.. كم هم أغبياءحين ظنوا أنهميقتلون الشعر إن هم قتلوني..لم أكن أعرف ما حجمي..إلى أن هاجموني ذات ليلة..فتأكدت بأني..شاعر يرعب دولة...4وأخيرًا.. شرفونيلم يكونوا من بلاد الباسك..أو من جيش إيرلندا..ولا هم من عصابات شيكاغو..إنني أعرف من هم غرمائي..فلماذا أرسلوا خلفي كلاب الصيد كي تنهشني؟هل كلاب الصيد صارت..تتسلى عندنا في أكل لحم الشعراء؟؟إنهم يدرون أن الشعر عندي.. هو فن الكبرياءوهم يدرون أن لا أحدًا نفض الغبرة عن كعب حذائي..وهم يدرون أني..لم أقدم لسوى الله ولائي..5وأخيرًا.. شرفونيحاولوا أن يفتحوا ثقبًا بتاريخيوأن يكسروا أنف غرورينبشوا أصلي. وفصلي. وجذورينثروا قطن مخداتي.. وناموا في سريريقرأوا كل رسالة..وبيانات المصارفبحثوا عن بئر نفط.. كنت قد خبأته تحت الشراشف!!حاولوا أن يجدوني واقفًا في طوابير العمالة..أعميل أجنبي؟ بعدما حفر الحزن دروبًا في جبينيأعميل أجنبي؟ بعدما قدمت روحي..للملايين.. وقدمت عيوني..6حاولوا أن يمسكوني..وأنا أرهن في السوق السياسي، ثيابي..حاولوا أن يضبطوني..وأنا أقبض أتعابي على بيت من الشعر كتبته..أو يسمون إمامًا واحداً كنت قصدته..حاولوا أن يجدوا لي صورة، وأنا أرقص في ديوان كسرىأو أصب الخمر في عرس ثري.. أو أمير..لم أكن يومًا من الأيام طبالًا..ولا زورت شعري.. وشعوري..كان شعري دائمًا أكبر من كل كبير..ليس عندي ذهب.. أو فضة..فرصيدي هو قلبي.. وضميري..
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.