أين نمضي? إنه يعدو إليناراكضًا عبْرَ حقول القمْح لا يَلْوي خطاهُباسطًا, في لمعة الفجر, ذراعَيْهِ إليناطافرًا, كالريحِ, نشوانَ يداهُسوف تلقانا وتَطْوي رُعْبَنا أنَّى مَشَيْنا**إنه يعدو ويعدووهو يجتازُ بلا صوتٍ قُرَاناماؤه البنيّ يجتاحُ ولا يَلْويه سَدّإنه يتبعُنا لهفانَ أن يَطْوي صبانافي ذراعَيْهِ ويَسْقينا الحنانا**لم يَزَلْ يتبعُنا مُبْتسمًا بسمةَ حبِّقدماهُ الرّطبتانِتركتْ آثارَها الحمراءَ في كلّ مكانِإنه قد عاث في شرقٍ وغربِفي حنانِ**أين نعدو وهو قد لفّ يدَيهِحولَ أكتافِ المدينهْ?إنه يعمَلُ في بطءٍ وحَزْمٍ وسكينهْساكبًا من شفَتَيْهِقُبَلاً طينيّةً غطّتْ مراعيْنا الحزينهْ**ذلكَ العاشقُ, إنَّا قد عرفناهُ قديماإنه لا ينتهي من زحفِهِ نحو رُباناوله نحنُ بنَيْنا, وله شِدْنا قُرَاناإنه زائرُنا المألوفُ ما زالَ كريماكلَّ عامٍ ينزلُ الوادي ويأتي للِقانا**نحن أفرغنا له أكواخنا في جُنْح ليلِوسنؤويهِ ونمضيإنه يتبعُنا في كل أرضِوله نحنُ نصلّيوله نُفْرِغُ شكوانا من العيشِ المملِّ**إنه الآن إلهُأو لم تَغْسِل مبانينا عليه قَدَمَيْها?إنه يعلو ويُلْقي كنزَهُ بين يَدَيهاإنه يمنحُنا الطينَ وموتًا لا نراهُمن لنا الآنَ سواهُ?
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.