-1-السراب في الصحراءالسراب الخؤون والصحراءوالحيارى المشردون الظماءوليال في إثرهن ليالسنة أقفرت وأخرى خلاءقل زادي بها وشح الماءوتولى الرفاق والخلصاءكيف للنازح الحبيب ارتحاليوجناحاي السقم والبرحاءوجراحي المستنزفات الدواميوخطاي المقيدات البطاءادركي زورقي فقد عبث اليمبه والعواصف الهوجاءُوالعباب العريض والأفق الموحش واللانهاية الخرساءأفق لا يحد للعين قد ضاقفأمسى والسجن هذا الفضاءُسهرت ترقب الصباح وعين النجم كلت وما بها إغفاءعجبي من ترقبي ما الذي أرجوولما يعدْ لقلبي رجاءوأنا مرهف المسامع فيهلي إلى كل طارق إصغاء...التقينا كما التقى بعد تطوافٍعلى القفر في السرى انضاءُقطعوا شوطهم على الدم والشوك وراحوا على اللهيب وجاؤوافي ذراعي أو ذراعيك أمنوسلامٌ ورحمةٌ ونجاءُوعلى صدرك المعذب أو صدري حصن وعصمة واحتماءكم أناديك في التنائي فترتدبلا مغنم ليَ الا صداءكم أناديك في التنائي فترتد بلا مغنم لي إلا صداءوأناديك في دمائي فتنساب على حسرة لدي الدماءوأناديك في التداني وما أطمعإلا أن يستجاب النداءُباسمك العذب إنه أجمل الأسماء مهما تعددت أسماءلفظة لاتبين تنطلق الأقدارُعن قوسها ويرمي القضاءُوهي بين الشفاه ناي وتغريد وطير وروضة غناءوهي في الطرس قصةٌ تذكر الأحبابُفيها وتحشد الأنباءُصدفة ثم وقفة فاتفاقفاشتياق فموعد فلقاءفقليلٌ من السعادةِ لا يكملفيه ولا يطولُ الهناءُفحنين فلوعة فاحتراقفجحيم وقوده الشهداءما بقائي وأجمل العمر ولّىوانتظاري حتى يحين الشتاءُيطلع الفجر مرهقا شاحب النور عليه الكلال والإعياءوبنفسي دب المساءُ وحل الليلمن قبل أن يحين المساءُزرتني كالربيع في موكب الزهر له روعة وفيه رواءولك الوجه أومض الحسنُ فيهوالتقى السحرُ عنده والذكاءُوشوحب كظل خمر وللندمان تجلو شحوبها الصهباءولك الجيد أتلعا أودع الصانعِفيه من قدرة ما يشاءُقد من مرمر وشعشعه الفجر بورد وصب فيه الضياءوأنا الطائر الذي تصطبي نفسيالسماوات والذرى الشماءُراشني صائد رماني فأدماني وولى الجاني وعاش الداءمرحباً بالهوى الكبير، فإن يبقَوإن تسلمي يطبْ لي البقاءُفهو القمة التي تهزم الموت ولا يرتقي إليها الفناءمرّ يومي كأمسِه مسرحاً تعرضفيه الحياةُ والأحياءُآدم كالقديم قلبا وتفكيرًا ولكن تبدل الأزياءلم يحلْ طبعه ولا ذات يوملبست غير نفسها حواءُوالنضار المعبود قدس وقربان ورب والشهرة الجوفاءوالحطامُ الفاني عليه اقتتالٌوالأماني بريقُها إغراءُوسفين تمر أثر سفينوالرياح اللذات والأهواءوالغيوبُ المحجباتُ رحابٌتعبت في رموزها الحكماءُعندها المرفأ المؤمل والشطالمرجى والصخرة الصماء ..مرّ يومي كأمسه وأتى ليلٌبهيج تزف فيه السماءُقد جلت فيه عرسها، كل نجمقدح يستحم فيه الضياءلم تزل تسكب السلاف وللأقداحِ فيها تجددٌ وامتلاءُلم تزل .. حتى هوم الحان نعسان وأغفى البساط والندماءغير نجم في جانب الليل يقظان،له روعة بها وجلاءُذاك نجم الحبيب مني له الشوق ومنه الوميض والإيماءكم أغنِّيهِ بالحنين كما غنتعلى فرعِ غصنها الورقاءُوذراعي في انتظار، وصدريفيه بالضيف فرحة واحتفاءموقداً للغريب نار ضلوعيفعسى للغريب فيها اهتداءُ...لم خليتني وباعدت مسراك ومالي إلى ذراك ارتقاءبالذي فيك من سنا لا تدعنيفيم هذا المطال والإبطاءُما تراني وقد ذهبت يحظياخطأتني من بعدك النعماءوانتهى بعدك الجميلُ فلا فضلٌلمسدٍّ ولا يدٌ بيضاءُومشى الحسن في ركابك والإحسان طرًا والغرة السمحاءحسنات كانت يد الدهر عنديفانطوت بانطوائك الآلاءُ-2-السراب على البحرلا القوم راحوا بأخبارٍ ولا جاؤواولا لقلبك عن ليلاك أنباءُ،جفا الربيعُ ليالينا وغادرهاوأقفر الروضُ لا ظل ولا ماءُيا شافي الداء قد أودى بي الداءُأما لذا الظمأ القتال إرواءُولا لطائر قلبٍ أن يقر ولالمركب فزع في الشط إرساءُ!عندي سماء شتاءٍ غير ممطرةٍسوداء في جنبات النفسِ جرداءُخرساء آونة هوجاء آونةوليس تخدع ظني وهي خرساءُوكيف تخدعني البيداءُ غافيةوللسوافي على البيداء إغفاءأأنتِ ناديتِ أم صوتٌ يخيل ليفلي إليكِ بإذن الوهم إصغاءُلبيكِ لو عند روحي ما تطير بهوكيف ينهضُ بالمجروحِ إعياءُتفرق الناس حول الشط واجتمعوالهم به صخبٌ عالٍ وضوضاءُوآخرون كسالى في أماكنِهمكأنهمْ في رمال الشط أنضاءُهم الورى قبل إفسادِ الزمان لهموقبل أن تتحدّى الحبَّ بغضاءُضاقت نفوسٌ باحقادٍ ولو سلمتفإنها كسماء البحر روحاءُ...تألقتْ شمسُ ذاك اليوم واضطرمتكأنها شعلٌ في الأفْقِ حمراءُطابت من الظل، ظل القلب ناحيةٌلنا، وقد صَلِيَتْ بالحرِّ أنحاءُما لي بهم، أنت لي الدنيا بأجمعهاوما وعت ولقلبي منك إغناءُلو أنه أبدٌ ما زاد عن سنةٍومدةُ الحلم بالجفنين إغفاءُأرنو إليك وبي خوفٌ يساورنيوانثني ولطرفي عنك إغفاءُإذا نطقت فما بالقول منتفعٌوان سكت فإن الصمتَ افشاءُوأيما لفظة فالريحُ ناقلةٌوالشطُّ حاكٍ لها والأفقُ أصداءُيا ليل من علم الأطيارَ قصتناوكيف تدري الصبا أنا أحِباءُلما أفقنا رأينا الشمسَ مائلةًإلى المغيب وما للبين إرجاءُشابت ذوائبُ، وانحلت غدائَرُهاشهباء في ساعة التوديع صفراءُمشى لها شفقٌ دامٍ فخضبهاكأنه في ذيولِ الشعرِ جِناءُيا من تنفس حر الوجد في عنقيكما تنفس في الأقداح صهباءُومن تنفست حر الوجد في فمهفما ارتويت وهذا الري إظماءُما أنت عن خاطري بالبعد مبتعدولن تواريك عن عينيّ ظلماءُ..-3-السراب في السجنيا سجين الحياة أين الفرارُأوصد الليلُ بابه والنهارُفلمنْ لفتةٌ وفيم ارتقابٌليس بعد الذي انتظرت انتظارُوالتعلات من هوى وشبابقصة مسدلٌ عليها الستارُما الذي يبتغي العليلُ المسجَّىقد تولى العوادُ والسمارُطال ليلُ الغريب وامتنع الغمضوفي المضجع الغضا والنارُوهَب السجنُ بابه صار حرالكَ لا حائل ولا أسوارُوعفا القيدُ عنك كفاً وساقاًفإذا الأرض كلها لك دارُأين أين الرحيل والتسياربعدت شقة وشط مزاروالخطى المثقلاتُ باليأس أغلالٌلساقيك والمشيبُ عثارُما انتفاع الفتى إذا عفت الجنةواجتاح دوحَها الأعصارُعشتُ حتى أرى خمائلَ حبيتتهاوي كشامخ ينهارُتحت عيني ويذبل الحسنُ فيهاويموتُ الربيعُ والأنوارُما انتفاع الفتى بموحش عيشٍبقيَتْ كأسُه وطاح العقارُوبقاء البساط بعد النداميكأس سم بها يدور البوارُما انتفاعي وتلك قافلة العيشوفي ركبها اللظى والدمارُالدمار الرهيب والعدم الشاملواللفحُ والضنى والأوارُيا ديار الحبيب هل كان حلماملتقى دون موعد يا ديارُ؟يا عزيز الجنى عليك سلامكيف جادت بقربك الأقداربورك الكرم والقطوف واوقاتكأن العناقَ فيها اعتصارُكلما أطلقتك كفي استردتككما يحفز الغريم الثارُ
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.