-1-في الظلامأليلاي ما أبقى الهوى فيّ من رشدِفردي على المشتاقِ مهجتَه ردِّيأينسى تلاقينا وأنت حزينةٌورأسك كابٍ من عياءٍ ومن سهدِأقول وقد وسّدتُه راحتي كماتوسّد طفلٌ متعبٌ راحة المهدِ..تعاليْ إلى صدرٍ رحيبٍ وساعدٍحبيبٍ وركنٍ في الهوى غير منهدِبنفسي هذا الشعر والخُصَل التيتهاوت على نحرٍ من العاجِ مُنقدِترامتْ ما شاءتْ وشاء لها الهوىتميل على خدٍّ وتصدفُ عن خدِوتلك الكروم الدانيات لقاطفٍبياض الأماني من عناقيدها الرّبْدِفيا لك عندي من ظلامٍ محببٍتألق فيه الفرقُ كالزمن الرغدألا كُلُّ حسنٍ في البرية خادمٌلسلطانة العينين والجيدِ والقدِّوكل جمالٍ في الوجود حيالهبه ذلةُ الشاكي ومرحمةُ العبدِوما راع قلبي منك إلا فراشةٌمن الدمعِ حامتْ فوق عرش من الوردِمجنحةٌ صيغتْ من النور والندىترفُّ على روضٍ وتهفو إلى وردِبها مثل ما بي يا حبيبي وسيِّديمن الشجن القتال والظمأ المُرديلقد أقفر المحرابُ من صلواتهفليس به من شاعرٍ ساهرٍ بعديوقفنا وقد حان النوى أي موقفٍنحاول فيه الصبرَ والصبرُ لا يجديكأن طيوفَ الرعبِ والبين موشكٌومزدحمَ الآلامِ والوجدُ في حشدِومضطرمَ الأنفاسِ والضيقُ جاثمٌومشتبك النجوى ومعتنق الأيديمواكب حُرس في جحيم مؤبدبغير رجاءٍ في سلام ولا بردفيا أيكة مدّ الهوى من ظلالهاربيعاً على قلبي وروضاً من السعدتقلصتِ إلا طيفَ حبٍّ محيّرٍعلى درجٍ خابي الجوانب مسودِّتردَّدَ واستأنى لوعد وموثقٍوأدبرَ مخنوقاً وقد غص بالوعدِوأسلمني لليلٍ كالقبرِ بارداًيهب على وجهي به نفسُ اللحدِوأسلمني للكون كالوحش راقداًتمزقني أنيابُه في الدجى وحديكأن على مصر ظلاماً معلقاًبآخر من خابي المقادير مربدِركودُ وإبهامٌ وصمتٌ ووحشةٌوقد لفها الغيبُ المحجبُ في بُردِأهذا الربيعُ الفخمُ والجنةُ التيأكاد بها أستافُ رائحةَ الخلدِتصيرُ إذا جن الظلامُ ولفهابجنحٍ من الأحلام والصمتِ ممتدِّمباءةَ خمّارٍ وحانوتَ بائعٍشقيِّ الأماني يشتري الرزق بالسهدِوقد وقف المصباحُ وقفة حارسرقيب على الأسرارِ داعٍ إلى الجدِّكأن تقياً غارقاً في عبادةٍيصوم الدجى أو يقطع الليلَ في الزهدِفيا حارس الأخلاق في الحيِّ نائمٌقضي يومَه في حومة البؤسِ يستجديوسادته الأحجارُ والمضجعُ الثرىويفترش الافريزَ في الحر والبردِوسيارةٌ تمضي لامر محجبٍمحجبة الأستار خافية القصدِإلى الهدف المجهولِ تنتهبُ الدجىوتومض ومض البرق يلمع عن بُعدِمتى ينجلي هذا الضنى عن مسالكٍمرنقة بالجوع والصبرِ والكدِّينقبُ كلبٌ في الحطام وربمارعى الليل هوٌّ وساهرٌ وغفا الجنديأيا مصر ما فيك العشية سامرٌولا فيك من مصغِ لشاعرك الفردِأهاجرتي، طال النوى فارحمي الذيتركتِ بديدَ الشملِ منتثرَ العقدِفقدتكِ فقدانَ الربيعِ وطيبَهُوعدتُ إلى الإعياء والسقم والوجدِوليس الذي ضيعتُ فيك بِهَيِّنٌولا أنتِ في الغيّاب هينة الفقدِبعينيك استهدي فكيف تركتني بهذاالظلام المطبق الجهم أستهديبورْدِكِ أستسقي فكيف تركتنيلهذي الفيافي الصم والكثب الجردِبحبكِ استشفي فكيف تركتنيولم يبق غير العظم والروح والجلدِوهذي المنايا الحمر ترقص في دميوهذي المنايا البيض تختل في فوديوكنت إذا شاكيت خففت محمليفهان الذي ألقاه في العيش من جهدِوكنت إذا انهار البناءُ رفعتُهُفلم تكنِ الأيامُ تقوى على هَدِّيوكنت إذا ناديتُ لبيْتِ صرختيفوا أسفاً كم بيننا اليوم من سدِّسلامٌ على عينيك ماذا اجنتامن اللطف والتحنان والعطف والودِّإذا كان في لحظيك سيفٌ ومصرعٌفمنكِ الذي يحي ومنكِ الذي يرديإذا جُرِّد لم يفتكا عن تعمدٍوإن أغمدا فالفتك أروع في الغمدِهنيئاً لقلبي ما صنعتِ ومرحباوأهلا به إن كان فتكُكِ عن عمدِفإني إذا جن الظلامُ وعادنيهواك فأبديتُ الذي لم أكن أبديوملتُ برأسي باكياً أو مواسياًوعندي من الأشجان والشوقِ ما عنديأُقبِّلُ في قلبي مكاناً حللتِهوجرحاً أناجيه على القرب والبعدِويا دار من أهوى عليكِ تحيةعلى أكرم الذكرى على أشرف العهدِعلى الأمسيات الساحرات ومجلسٍكريمِ الهوى عفِّ المآرب والقصدِتنادُمنا فيه تباريحُ معشرٍعلى الدم والأشواك ساروا إلى الخلدِدموعٌ يذوب الصخر منها فإن مضوافقد نقشوا الأسماءَ في الحجرِ الصلدِوماذا عليهم إن بكوا أو تعذبوافإن دموعَ البؤسِ من ثمنِ المجدِ ..-2-أنوارطابت بكِ الأيامُ وافرحتاهْأنتِ الأمانيْ والغنى والحياهْفليذهبِ الليلُ غفرنا لهُما دام هذا الصبح عقبى دجاهْيا من غَفَتْ والفجرُ من دارِهاشعشعَ في الآفاق أبهى سناهْقد طرق الباب فتىً متعبُطال به السير وكلَّت خطاهْنقَّل في الأيام أقدامَهُيبغي خيالاً ماثلاً في مناهْعندك قد حطّ رحال المنىوفي حمى حسنِك ألقى عصاهْكم هدأ الليلُ وران الكرىإلا أخا سهدٍ يغنِّي شجاهْناداك من أقصى الربى فاسمعيْلمن على طول اللياليْ نداهْنادى أليفاً نام عن شجوهِعذبٌ تجنيه عزيزٌ جناهْأحبَّكِ الحبُّ وغنّى بهِغفَّ الأمانيْ والهوى والشفاهْوإنما الحبُّ حديثُ العلىأنشودة الخلدِ ونحنُ الرواهْ..-3-أحلام سوداءرُبَّ ليلٍ قد صفا الأفق بهِوبما قد أبدعَ اللهُ ازدهرْوسرى فيه نسيمُ عَبِقٌفكان الليلَ بُسْتَانٌ عَطِرْقلتُ يا رب لمن جمَّلتهولمن هذي الثريات الغررْ..؟فعرا الأفقَ قَتامٌ وبَدَتْسحبٌ تحبو إلى وجهِ القمرْكلما تقرب تمتد لهُكأكفٍّ شرهاتٍ تنتظرصحت بالبدر: تنبَّهْ للنذرْادركِ الهالةَ حفت بالخطرْلا تبحْ مائدة النور لهملا تبحْها لسوادٍ معتكرْقهقه الرعدُ ودوَّى ساخراًفكأنَّ الرعدَ عربيدٌ سكرْقمتُ مذعوراً وهمت قبضتي ...ثم مدت، ثم ردت من خَوَرْلهف القلب على الحسن إذاقهقه الغربانُ والذِّئبُ سخرْتحتمي الوردةُ بالشوكِ فإنكثر القطافُ لم تغنِ الابرْآهِ من غصنٍ غنيٍّ بالجنىومِن الطامع في ذاك التمرْآه من شك ومن حب ومنهاجساتٍ وظنونٍ وحذرْكست الأفقَ سواداً لم يكنغيرَ غيمٍ جاثمٍ فوق الفكرْطالما قلت لقلبي كلماأنَّ في جنبي أنينَ المحتضرْإن تكن خانتْ وعقَّت حبَّنافأضِفْها للجراحاتِ الأخرْ-4-الميعاد الضائع«في ليلة من ليالي القاهرة العصبية، وقفت تنتظره، ولكن حال بينهما القدر، وأقبل هو بعد ذهابها، فتخيل فزعها، ووحدتها، وحاجتها إليه، فجاءت هذه القصيدة عرضا لتلك الخواطر».يا من طواها الليلُ في بَيْدائهروحاً مفزعة على ظلمائهِتتلفتين إلي في أنحائهلهف الفؤاد على الشريد التائهإن تظمئي ليَ كم ظمئت إليكِجمع الوفاءُ شقيةً وشقيايا منيتي قست الحياة عليكوجرت مقادرها الجسام علياأسفاً عليكِ وأنت روحٌ حائرٌوالكونُ أسرارٌ يضيق بها الحجىتجتاز عابرة ويسرع عابروتمر أشباح يواريها الدجىفي وجنتيك توهج وضراموبمقلتيك مدامع وذهولوكذا تمر بمثلكِ الأيامُمجهولةً وعذابُها مجهولُوليت قبل لقائنا يا جنتيلم تظفري مني بقول مسعدوكعادةِ الحظِّ الشقيِّ وعادتيأقبلتُ بعد ذهاب نجمي الأوحدِتتعاقب الأقدار وهي مسيئةكم عقنا ليل وخان نهاروكأنما هذا الفضاء خطيئةوكأن همسَ نسيمِه استغفارُوكأنه أحزانُ قومٍ سارواهذي مآتمهم وثم ظلالهاعفت القصور وظلت الأسواركمناحة جمدت وذا تمثالهاران السواد على وجودِ الدورِوسرى إليّ نحيبُها والأدمعِوكأنني في شاطئ مهجورقد فارقته سفينة لا ترجعحملتْ لنا أملاً فلما ودَّعتلم يبقَ بعد رحيلها للناظرإلا خيال سعادة قد أقلعتووداع أحبابٍ ودمع مسافر-5-اثنان في سيارةالعمرُ أكثرهُ سدى وأقلُّهُصفوٌ يتاحُ كأنه عمرانكم لحظةٍ قصرت ومدت ظلَّهابعد الذهاب كدوحة البستانِويمر في الذكرى خيالُ شباَبهافكأن يقظَتها شبابٌ ثانيمَنْ ذلك الطيف الرقيق بجانبيكفّاه في كفَّيَّ هاجعتانِلكأننا والأرضُ تُطوى تحتَنانجمان في الظلماءِ منفردانِلكأننا والريحُ دونَ مسارناخطان في الأقدارِ منطلقانإني التفت إلى مكانك بعدماخليتهِ فبكيتُ سوء مكانيهل كان ذاك القربُ إلاَّ لوعةًونداء مسغبةٍ إلى حرمانحمى مقدرة على الإنسانتبقى بقاء الأرض في الدورانِوكأنما هذي الحياة بناسهاوضجيجها ضرب من الهذيانِ-6-لقاء في الليل«كان اللقاء في ظلمات القاهرة الحالكة أيام الغارات وقد تم هذا اللقاء تحت الفزع والظلمة والخوف»قالت تعال فقلت لبيكِهيهات أعصيْ أمرَ عينيكِأنا يا حبية طائر الايكلم لا أغني في ذراعيكأفديكِ مقبلةً على جزعِبسطت إليَّ يمينَ مرتجفِوبها ارتعاشة طائر فزعمن قلبها تسري إلى كتفيفتلفتّتْ كحبيس أشراكِوحكى اضطراب الموج نهداهاوأخذت أدفئ بردها بفميلو تنفعن حرارة القبلقلتُ اهدئي لم ثورة الندمِكفّاكِ ترتجفانِ يا أمليوجذبتُها بذراعِها نمشينمشي وما ندري لنا غرضاإلفان قد فرا من العشيتبادلان سعادة ورضايا لحظة ما كان أسعدهاوهناءة ما كان أعظمهامر الغريب فباعدت يدهاوخلا الطريق فقربت فمهاكشفت لعينيْنا وقد ومضتظلين مقنعين في السورِضحكت لظلينا وقد عجبتمما يخال فؤاد مذعوروكأن ضحكتها وقد طربتقطرات ماء فوق بلورِعوذتها من شر أمسيةتعيا بها وتضل أبصاروكواكب ليست بمجديةظلم مكدسة وأحجارُعثرت بها فرفعتها بيديجسماً يكاد يشف في الظلمِويرف مثل الزهر وهو ندىويخف مثل عرائس الحلموكأنني مما يسوء خليوحياتيَ انجابت حوالكُهاأرمي الطريق بناظري رجلوأنا لها طفل أضاحكهاملكتها الدنيا بما وسعتْوأنا أهامسها بأسراريوأسرها بحكاية وقعتورواية من نسج أفكاريوإذا الطريق يسير منعطفًاوإذا رياح تضرب السدفاوكأن منها منذرا هتفابلغ المسير نهاية، فقِفايا توأما من صدري انتزعايا من دعا قلبي له فسعىلم أيها الداعي هواك دعاوالدهر يأبي أن نظل معَاأقسم بأنك عائدٌ لهماإني لممدودُ الذراعينِ-7-ختام اللياليالليالي! يا ما أمرّ اللياليغيبتْ وجهك الجميل الحبيباأنت قاسٍ معذبٌ ليت انيأستطيع الهجران والتعذيباان حبي إليك بالصفح سبّاقُوقلبي إليك مهما أصيبايا حبيبي كان اللقاءُ غريباوافترقنا فبات كل غريباغير أني أستنجد الدمعَ لا ألقىمكان الدموعِ إلا لهيباآه لو ترجع الدموعُ لعينيجف دمعي فلست أبكي حبيبا
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.