الدب وسياسة احتواء الذئب --------------- دُبٌّ رَمـتهُ غــرائـبُ الأقـــدارِ لــيــحوزَ كــرمًا مُــفعَمًا بــثمارِ - فــيهِ الــعناقيدُ الــشهيَّةُ والــجَنى مــا قــد يُــثيرُ غريزةَ الــمَكّارِ - قــد حــرَّكتْ ذِئــبًا هزيلًا جائعًا عــانى من الويلاتِ بعدَ حصارِ - بــدأَ الــتَّحرُّكَ كــي ينالَ مُرادَهُ ويــصيبَ قسمًا من خراجِ الدارِ - ولــديهِ ألــفُ وســيلةٍ وطــريقةٍ يــبتزُّ خوفَ الأحــمقِ الــمِهْذارِ - وكــلاهُــمــا يــتــقرَّبانِ تَــزلُّــفًا يــتــبادلانِ رســائــلَ الأخــبــارِ - والــدبُّ مــسرورٌ لــيوهِمَ رَبْعَهُ فــيُــصَفِّقوا لــلــفارسِ الــمغوارِ - بَــسَــمَاتُهُ يــخــفي بــها خــيباتِهِ مُــتــظاهرًا بــالــعزِّ والإكــبــارِ - وهــناكَ فــوقَ التلِّ يجلِسُ ثعلبٌ ويــراقــبُ الأحــداثَ بــالمنظارِ - فــيخاطبُ الــدبَّ البسيطَ محذِّرًا كــي لا يــكونَ ضــحيةً لــلجارِ - يــادبُّ دَعْــكَ مــن السياسةِ إنَّها حِــكرٌ عــلى الــنُّجباءِ والشُّطَّارِ - يــادبُّ دعــكَ مــن الذئابِ فإنَّهم رَهْــطٌ مــن الأَنجاسِ والأشرار
© 2024 - موقع الشعر