ثريا ملحس
شاعرة فلسطينية، اسمها ثريا عبد الفتاح محمد بن عبد الرحمن ملحس، وأمها شركسية تدعى (يناهاج خان آيناز) سكنت عائلتها غور الأردن قبل ذلك في قرية (كفر الديك) في نبلس بفلسطين وولدت شاعرتنا عام 1925 في عمان وتلقت دراستها فيها وفي القدس حصلت عام 1947 على بكالوريوس الأدب واللغة العربية من الجامعة الأمريكية في بيروت ونالت على الماجستير سنة 1951 ومنحت الدكتوراه الفخرية من إحدى الجامعات الأجنبية، عملت في كلية بيروت الجامعية وشغلت وظيفة رئيسة دائرة الأدب العربي مارست الشعر المنثور المغرق في الرمزية وكتبت الدراسة والمقالة، فصدرت لها مقالات (عشر نفوس قلقة. سنة1955, في بيروت. كما صدر لها( عشر ملحنات، سينفونيات) في بيروت سنة 1960، وكتبت من الدراسات ( أبعاد العري) في بيروت سنة 1968. و(ميخائيل نعيمة الأدب الصوفي) سنة 1968.
و (القيم الروحية في الشعر العربي حتى منتصف القرن العشرين) صدر في بيروت سنة 1965.
كما صدر لها (المرأة العربية والروح النضالية) من بيروت أيضاً سنة 1968.
و(العصر الأموي) في ثلاثة أجزاء وصدر في بيروت سنة 1975.
أما دواوينها الشعرية فنذكر منها:
النشيد التائه، صدر في بيروت سنة 1949.
قربان، صدر في بيروت سنة 1952.
ملحمة الإنسان، صدر في بيروت سنة 1961.
محاجر في الكهوف، 1968- دار الكتاب اللبناني
نواس نراكمت
تقول ثريا ملحس في قصيدة لها بعنوان في كل بيت:
تخيط لي أمي ثياب السرور
وتنتقي لونا بلون الزهور
وبيتنا يزهو بزهو الربيع
وأشجارنا مسرورة كالقطيع
هنا لأمي طيبها كالعباب
هناك أيديها تحوك الثياب
وخيطها ظل يسامي السماء
وقلبها رحب يضاهي الفضاء
وينحني رأسي بثقل الهموم
بكفها الحبيب تجلي الهموم
ورحت أعدو في الطريق القديم
وفي فؤادي ألف جرح لئيم
إلى أن تقول:
في كل بيت منك أمي نسيم
في وجهنا أمي بقايا الصميم
في كل بيت منك شى دلال
وكل بيت ساجد في الليال
في كل دار منك شيء جميل
أسعى لكي أراه مثل العليل
فينا وفي دمائنا كالدبيب
يسري وفي عروقنا كالرقيب
ومن قصيدة لها بعنوان وقفت:
وقفت التقط من الفضاء
حبة من الهواء
تعبر دري والرئتين
والعصفور يحد منقاره
يلتقط حبة أو حبتين
وقفت في الفراغ
قيدني الفراغ
بسياج من سراب
غاب عني حتى حبة الهواء
ركضت وراءها
تعثر الهواء
وقعت عي جب الضياء
أبحث عن سر الحياة
في حبة الروح
في نور الإله
تقول ثريا من قصيدة طويلة لها بعنوان عيناي تنزلقان:
غربتي تزداد كل يوم شبراً فشبراً
عيناني تنزلقان من وجهي متراً متراً
وعمارات تتلوى مغروسة كأشواك الغضا
دروب بلادي قواقع فارغة
تتمطى والآفاق فيها تنتحر
في الصغر يبدو لها عملاق ألف ليلة
فيها الناس قطعان وراء الرجاء
لا معنى فيه ولا خبر
كذا يقهقه القدر
الذئاب روادها
ولعنة الأسود الكاسرة
تقضقض عظامها
تكوم الجماجم بالقناطر
تتكسر النفوس سجداً
للفراغات الصغيرة
نقيسها بالأنملة.. بالفتر.. بالشبر
وتعود الجبال إلى الوديان
والوديان إلى الجبال
تزحف الديدان مع الوجوه
تحتال على التراب و الصخر والحصى
منظر أليف رتيب في بلادي
صنعوا ربا من التمر،
وبعد حين التهموه جوعا وحقداً
زرعوا النواة في أرض بوار
وبعد حين تفجر بترولا وسما
وعادت الوجوه تزحف مع الديدان
بلادي سجن رهيب
صنعة العناكب
ومن قصيدة لها بعنوان بقايانا تقول ثريا:
دق، صرير الحديد
دق، كأن الهدير
يغفو وراء القدم
رئيس يجر السدم
نسر على جيفة
ينقض فوق العدم
وإصبع للعجوز
جفت بحارا دهور
حصاتنا إن تدور
كصخرة ترعى القبور
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.