تفعيلة "تقاسيم الخشب" - أحمد بن محمد حنّان

صالَ الهزيمُ بداخلي
يا ألفَ نَوتٍ في
الحنايا ضائعةْ،
نغمٌ يجولُ
بسلَّمٍ من أمنياتْ،
وتَرٌ يُحرِّكُ صوتَهُ
سقْفُ
الخيالْ،
أَمْ أنَّهُ المفتاحُ أرْخَتْهُ
الظلالْ،
لا لحْنَ
لي يهدي اليقِينْ،
قيثارتي
قولي الحقيقةَ بيننا،
ماذا سأعزفُ
للهوى غيرَ
الدُّمُوعْ،
ماذا سَيُغري
الحاضرينَ سوى
انتكاساتِ
الصَّدى،
فتخيلوا
صوتَ الحَنِينِ
مع الليالي الباردَةْ،
حتمًا
سيُوقِدُها الجوى،
حتمًا
سيُربِكُها أَنِينٌ
ليسَ يعرِفُهُ السُّكُونْ،
يرمي الظلامُ نُجُومَها
في الذكرياتْ،
فتشيبُ ثقبًا
أو
لتهويَ في
مسَافَاتِ النغمْ،
لحظٌ غوى
وملامِحٌ من
أُغْنياتْ،
سيزورُنا ذاكَ المكانُ
أناملي لا تقلقي،
سيزورُنا نَفْسُ الشُّعورْ،
وحدي
أدَنْدِنُ لوعةً
تُلهي تقاسيمَ الخشَبْ؛
_________
 
ياصُدْفَةً
بمقامِها لحْنُ الحياةْ،
عُودي لأجمعَ
ماتناثرَ في
متاهاتِ الذُّهُولْ،
عودي ترانِيمًا
على
لحظاتِها،
عُودي
لأنْفُثَ من سجائِرِ
مُبْدِعٍ
ثُقْلَ القُيودْ،
فَلقَدْ فقدْتُ
أصابعي
بين الصَّبابَةِ والثرى،
عبثًا أجرَّ
تماسُكي عَبْرَ
انهياراتِ الزَّمَنْ؛
________
 
هلَّا
رجَعْتِ وصدفتي
أتعلمُ
العَزْفَ العتِيقْ،
لحْنُ الخُلُودْ،
أنا شاعِرٌ
قَدْ هجَّرتْهُ سَفَائِنُ
الأقلامِ
في صوتِ الطيورْ،
لم يكْفِني
عُمْقَ المُحِيطْ،
لم يُغْرِني
شغَبُ البيانِ
على مُجَاذَبةِ الحُروفْ،
وكأنَّ حُبَّكِ مِنْ أثِيرْ،
حاولتُ
إقنعاعَ المجَازِ
إلى العُدُولْ،
فاستعذبَ
الموتَ البطيءْ،
شنقَ المعاني بالصُّورْ،
سُحقًا لهُ
ماذا سأكتبُ في سطورٍ
رُمِّلَتْ،
ياليتَهُ فَطِنَ الكلامْ،
أنا شاعِرٌ بحُدودِ
عينِيها
رأى قيثارةً،
حقًا فلا شيئًا
سَيُفْهِمُ خافقى
هذا الشعورُ ولهفتي
إلا الوتَرْ،
فترنَّحي يامهجتي سَكْرى
بحاناتِ النَّوى،
فكُؤوسُها
ذكرى
يُعَتِّقُها المُحَالْ.
 
© 2025 - موقع الشعر