لَم يَضِعْ عُمْرِي - حاتم منصور

لََا لَم يَضِعْ عُمْرِي ومَا ضيْعتهُ
قَدْرُ الإله مضى بِنَا. . . وقضيِّتُهُ

عُمْرٌ . . . مضى أفْنيْتهُ فِي بذلْنَا
نَرجُو بِه الإحْسانَ ، لَو أمْضيْتهُ

وأخذتْ درْسًا لِلْورى سطَّرتُهُ
بِقصيدتي غدَقًا هُنَا. . . بيَّنتُهُ

اِحْذر تُضيّع وقتَكَ الغالي وَقُم
اِعْمل على إِصلَاح مَا أهْملَتُهُ

أَهمَلتَ نَفسُك يَا عَزيزِي دائمًا
والنَّفْسُ أَولى بِاهْتمامك قُلتُهُ

لا تَبْتَغِ الإِصلَاحَ حالاً . عبرةً
بل كُنْ لَهُ دَوْمًا ، ولو أعْطيْتُهُ

عُمْرًا مديدًا فِي صَلاحِكَ مُزْهِرًا
بِالْعِلْم والْأرْزاقِ حَالُكَ: صُنتُهُ

فاصْنع لِنفْسك يَا عَزيزِي منْصبًا
يُغْنِيك عن ماءٍ لِوجْهِك. . . هِنتُهُ

فَأرِح فُؤَادَك مِنْ: عَطَاءٍ مُسْرِفٍ
وَالفِكرُ فِي تَغيِير غَيرِك صُغتُهُ

إِنَّ الحيَاة قَصِيرَةٌ هِي: بُرهَةٌ
بَادَر لِنفْسك وَأنَسَ مَا أمْضيْتُهُ

بِصلاح حَالِك كُلُّ حالٍ مُصْلِحٌ
لِصلاح حَالِي عُمْرنَا. . . أَفدِيتُهُ

النَّاسُ مِرْآةٌ وَ رُوُحُكَ صُورَةٌ
سَترَى الحَقَائقَ عِنْدمَا أرْديَتُهُ

وتُسَاقُ خَلْف مَتاهَةٍ مَنسُوجَةٍ
بِالْوَهْم والْإيعازِ حِين عَذْرتُهُ

اليوْمَ تمشي و الظِّلالُ كَئِيبَةٌ
والرِّيحُ تَعصِفُ والْوجودُ غَزلتُهُ

وَتعُودُ حَيْثُ مَصائرٍ قد أَفلَحت
وَ يَقينُكَ المأْمُولُ قد عانقَتُهُ

© 2025 - موقع الشعر