تفعيلة(حبٌّ قديم) - أحمد بن محمد حنّان

وتَلأْلُؤُ العينينِ عِنْدَ
لقائِنا ماذا
فعلتُ لكي تُشَيِّعَني
الشُّموعْ،
ماذا فعلتُ لكي
تُفَجَّعَ مُقْلتايَ
بموعدي،
وأنا الذي أخفيتُ
من عينَيكِ
حُرْقَتَها بحنْوِ أناملي،
وفَقَأْتُ بِينَ
ظلالِها
ألوانَ قوسٍ مِنْ
قُزَحْ،
وصَنعتُ منْكِ
أنوثةً
في لينِها غُنْجٌ يَحِنُّ لَهُ
الحَريرْ،
أَنَسِيتِ كَمْ
خبَّأْتِ
رأسَكِ في المُتونْ،
فَتلعثَمَتْ
بلسانِها كُلُّ
الجُمَلْ،
وكذا تَلعْثَمَ في ضُلُوعي
حينَها نبْضُ
الغرامِ المُستحيلْ،
وبِهِ تعثَّرتِ الثوانيَ
في عقاربِ
وقْتِها،
وضَلَلْتُ في أطلالِها أرجو
الخُطَا
أَنْ تسْتَقِيمْ،
صمْتًا أحاربُ داخلي
صخبًا مُثِيرْ،
لكنَّها
خَافَتْ من العينِ
الحَسَدْ،
خَافَتْ على جلَّادِها
منَّي أنا،
رشَّتْ خيانَةَ
عطْرِها وجوابُها
حبٌّ قديمْ،
ياليتَ لي قلبينِ ياعمْرَ
النَّدى،
فحمَلْتُ قلبيَ شاردًا من
زَمْهَريرِ الأمْكِنةْ،
أُخْفِي المَشَاعرَ
عن وجُوهِ
الأمْسِياتْ،
عذرًا أحاسيسي وسمْعِي
والعيونْ،
لا لن أُطِيقَ شروحَ
شيءٍ لَمْ يُرى،
فالوضْعُ أكبَرُ مِنْ بُرُوقِ
العاصِفَةْ؛
_____________
 
ياأيَّها القَدَرُ العَصِيُّ
على الورى،
أوَليسَ ضِمْنَ حقيبتي
قلْبٌ جَدِيدْ،
أوَليسَ فيها رحْمَةٌ
ترِثُ الحَيَاةْ،
كَمْ حذَّرَتني في الليالي
المِدْفَأةْ،
أبْقِ القليلَ مِنَ الحَطَبْ،
لكنَّ ظنِّي
مِثْلُ ظنِّ مُتيَّمٍ
في العِشْقِ
أعمَاهُ الكَثِيرْ،
ها قَدْ
تَبسَّمَ ضاحَكًا في
وحدتي
ذاكَ الشِّتاءْ،
فَرِحٌ يؤنِّقُها بِحُلَّةِ عاهرِةْ،
بيمينِها كأْسُ الجليدِ
مُمَرَّدٌ وبكَفِّها الأخرى
نَبِيذُ الذكْرَياتْ.
© 2024 - موقع الشعر