هل يأجوج ومأجوج أحياء؟! - أحمد علي سليمان

أفتى بالباطل ذو الخَرَفِ
واستسلمَ عقلٌ للطلفِ

كم يبلغ عبدٌ خيبته
إنْ دانَ بفِكر منحرف

يأجوجُ ومأجوجُ أناسٌ
عُرِفوا بالظلم وبالجَنف

ليسوا رَمزاً أو تخييلاً
مَن قال برمز ذو خرف

ما ماتوا أو قدِرَ عليهم
كحكاية مُفتتني الخلف

والنصُّ بقرآن يُتلى
والسُّنة وكلام السلف

ولذي القرنين بهم صِلة
فاقرأ تزدَدْ بعضَ الثقف

قصَّ القرآن رُوايتهم
واقرأ في ذا ذيلَ الكهَف

والسَّدُّ يُؤكدُ مَحياهم
والهدمُ لهم أسمى هدف

ولهم يوماً شرُّ خروج
قدَراً سيكون بلا صُدَف

إنَّ (صَحِيْحَينا) قد ذكرا
أخباراً وُصِفتْ بالحَنَف

شملتْ بدءٍا ونهايتهم
ما بين الياء إلى الألف

هم بَعثُ النار ، ونقرؤها
إذ خلِقوا مِن أشقى النطف

يأجوجٌ صِيغَ مِن الفوضى
لِصُوىً مضطرب مرتجف

أما (مأجوجُ) فمُشتقٌ
مِن لهب النار المنجرف

والساعة مَوعدُ مَخرجهم
وطبيعتُهم سَمتُ الصَّلف

يُفنون البشَرَ بلا ذنب
بأذى النشَّاب المُرتعف

فإذا اغترُّوا أتتِ السُّوآى
لِتُباد الطغمة بالنغف

ومسيح الحق نجا منهم
في جبل (الطور) على الشعُف

وهنالك فِئة مؤمنة
الطورُ لها أقوى كَنف

يَنجُون برحمة خالقهم
وغدا الأعدا أخزى جِيَف

إنْ حَققَ مجتهدٌ خبراً
وتثبَّت فيه بلا كَلَف

حتماً سيُحقق مَطمحَه
لكنْ مَن يَهرفْ ينجرف

وإذا ما روجعَ لم يَحلمْ
بل واجهَ خَصماً بالأفف

وتراه يُغلبُ أهواءً
ويُشوِّهُ رُطباً بالحَشَف

يأجوجُ ومأجوجُ ألوفٌ
يَحيَوْن بنهج مُختلف

لا هَمَّ لهم إلا الفوضى
ويَعيشُ القومُ على السَّرف

ولهم حقاً شَرُّ صِفاتٍ
تدعو الإنسانَ إلى القرف

لكنْ نُشَطاءُ لهم أمَلٌ
وله حَذقوا أعتى الحِرَف

لم يَعرفْ جمعُهمُ كسلاً
ما مالوا يوماً للأسف

بل خبَروا الجدَّ ، وما فتروا
فاقرأ عنهم بعضَ الصُّحف

تُدركْ يا صاح حقيقتهم
ويَطيبُ الحقُّ لمعترف

تالله حقيقتهم رُصِدتْ
لا تُشْطِط ، كنْ في المنتصف

ما بين فريق يُثْبتهم
وفريق يأوي للطرَف

واعرفْ للحق أدلته
معرفة الحق ذرى الشرف

أبلغتُك نُصحي مُحتسباً
والمَولى يَعلمُ ما هدفي

مناسبة القصيدة

(لقد كثر الجدل واللغط عن يأجوج ومأجوج. وارتأى قوم موتهم وهلاكهم منذ زمن بعيد ، وارتأى آخرون حياتهم إلى أجل معلوم نص عليه القرآن. كما تضاربت الأقوال عن أصل خلقتهم وهل هم شياطين أم حيوانات أم من أبناء آدم؟ ونحن في قصيدتنا هذي نسلط الضوء على كونهم أحياء ولهم موعد وترتيب بين أشراط الساعة الكبرى ، وخروجهم ثابت بالقرآن وصحيح السنة.)
© 2024 - موقع الشعر