الكتاب الملعون! (شمس المعارف الكبرى) - أحمد علي سليمان

كفاكَ الحقُّ هزلَ أولي الخَبالِ
وما أهل الهُدى كأولِي الضلال

وليس الحق مُلتبساً ، ولكنْ
يُحبُّ الحقُّ قلباً لا يُغالي

ويَهوَى الحق نفساً تصطفيهِ
ودَركُ الحق يبدأ بالسؤال

ومَن يَرجُ الحقيقة يَلتمسْها
لتُدركَه مَعونة ذي الجلال

وما أحلى الهداية باجتهادٍ
يَسوقُ إلى الرَّشاد والاعتدال

وكم يدعو إلى خير كتابٌ
يدلُّ على المقاصد والفِعال

وكم يدعو إلى السوآى كتابٌ
حوى أخزى الصَّنائع في المقال

ألا (شمسُ المعارف) شرُّ سِفر
يُضَلُّ به المُؤيدُ والمُمالي

يُناولُ سِحرَه مَن رامَ كفراً
وكم بالسحر سُربلَ من رجال

وكلٌ قال أدرسُ باحتراز
وكان من التأثر لا يُبالي

قد استهوتْه أبوابٌ وعَرضٌ
وفلسفة تُؤصِّلُ للجدال

ولم يَدر الطلاسمَ والأحاجي
ولا الألغاز غصَّتْ بالخبال

وأورادٌ يُخالطها عَزيفٌ
وتفسير العَزيف من المحال

ولم يكُ للمعارف أي شمس
وما العنوان جاء بالارتجال

ولم يحو العوارفَ يَشتهيها
سليمُ القلب جَلَّ عن اختبال

ولكنْ للضلال غدا دليلاً
وندَّ عن الشبيه أو المِثال

تفرَّدَ في الضلالة والتدني
وساق الشعوذاتِ على التوالي

وبَرطمة العفاريت استقرتْ
بأبواب الكتاب لكل تالي

له بالجن شأنٌ لا يُبارى
وبالشيطان بارقة اتصال

ول (لبونيِّ) في التبويب باعٌ
يُقيِّضُ مَن تلا أشقى المآل

وخلله مِن القرآن آياً
لِيُلبسَ مَن تلا ثوبَ احتيال

وعِشرون الفصول تشِيعُ كفراً
ومَن يقرأ يُصابُ بشر حال

كتابٌ ما احتوى خيراً بتاتاً
وفيه النصُّ باء بالابتذال

هو الملعونُ لا تقرأه يوماً
ونصحي صُغتُه دون افتعال

وحَذرْ منه أصحاباً وقوماً
ونفرْ منه رَبعَك والأهالي

وبيِّنْ حُكمَه دون اكتراثٍ
وسائلْ عنه أصحابَ المعالي

وأهل العلم ما بخلوا بنصح
يَزيدُ الوَعيَ لم يَخطرْ ببالي

وإني قد قرأتُ به فصولاً
وأيامي تمَضتْ والليالي

فألفيتُ المَخارفَ جدُّ شَتى
تشِي بالإنحطاط والارتذال

يَمينَ الله شعوذة وكُفرٌ
وهرطقة تُسَبِّبُ جَلبَ مال

وقانا الله ما يدعو إليه
مِن التحريف يُسْلمُ للوَبال

وخذ يا رب مَن سَحر البرايا
وسَمَّعَ بالنساء وبالرجال

مناسبة القصيدة

(أن يُطلق العلماء والفقهاء على كتاب ما بأنه ملعون ، فليس هذا من فراغ. فما كانت اللعنة لتُطلق عليه جُزافاً. إنه كتابٌ يدعو إلى الفساد والشر ، ليس هذا فقط ، بل يدعو إلى الكفر والشرك بالله رب العالمين. وما أن تُفصح لأحدٍ عن هذا العنوان: (الكتاب الملعون) ، حتى يتطرق ذهنه مباشرة إلى كتاب: (شمس المعارف الكبرى) أو (شمس المعارف ولطائف العوارف). والله يشهد أنه لا شمس فيه ولا معارف ، ولا لطائف ولا عوارف. إنه الظلمات بعينها ما ظنك بكتاب يعلم الناس السحر والشعوذة والطلاسم؟)
© 2024 - موقع الشعر