أغاني قرآنية لمن؟! - أحمد علي سليمان

يا ساخراً مِن حُرمة القرآنِ
ومُرَوِّجاً للسُّخفِ والهَذَيانِ

يا مُوقداً ناراً تُصَلّي سامعاً
وتقودُهُ للضنك والخسران

يا مُعلناً حرباً يُضِيرُ أوارُها
تُودي ببيد الأرض والبلدان

يا فاتحاً بابَ الشرور على الورى
ليُبيدَ بالسُّوآى بني الإنسان

يا هازلاً ظهرتْ أمارةُ هزله
أتُعالجُ الكفران بالكفران؟

يا سالكاً ب (الراب) أحقرَ مسلكٍ
يُزري بما يحويه مِن ألحان

يا ساقطاً ضاقَ العلو بطيشه
لا يُدْرَك الإعزازُ بالعِصيان

يا ضائعاً في عالم متبذل
يحيا على الأحقاد والعُدوان

يا مُطرباً تطريبُه تدميرُه
ولكم تسوقُ إلى الدمار أغاني

سيُذيقك الجبارُ كأسَ مذلةٍ
وتبوءُ في هذي الدنا بهوان

أتُلحِّنُ القرآنَ يا متخرِّصاً؟
أتنالُ مِن قدسية القرآن؟

أغراك حِلمُ الله يا متبجحاً
فسلكت دربَ الغي والطغيان

لم تخشَ مِليارين مِن أهل الهُدى
أدناهمُ يمحوك دون تواني

إنْ جاز تلحينُ المزامير التي
في سِفركم ، ما جاز في القرآن

لمَّا نُلحِّنْ بعضَ إصحاحاتِكم
لمَ تستطلْ في السر والإعلان؟

ولم التطاولُ أنت لم تحسِبْ له
يوماً حساباً جالَ في الأذهان؟

أسلافك الأوغادُ كم مكروا بنا
مكراً طغى ، ما كان في الحُسبان

وعلى كتاب الله يا كم شوشوا
حتى يَصدُّوا كل ذي إيمان

كم حرَّفوا نصاً على يد تافهٍ
فهل استقام النصُّ للدهقان؟

قالوا: أساطيرٌ لقوم قد مَضَوْا
لم تحو مِن حِكَم ، ولا رُجحان

قالوا: هي الأشعارُ تأسِرُ سامعاً
حتى وإنْ لم تحو مِن أوزان

و(النضرُ) أشقاهم ، ورائدُ جَمعِهم
لمَّا استجابَ لنزغة الشيطان

وسل (الوليدَ بنَ المُغِيرة) إذ أتى
حتى يُصَرِّفَ وُجهة العدنان

فتلى عليه (محمدٌ) قرآنه
فرجاه: (يَكفي) يا أخا الإحسان

يا مَن تُلحِّنُ ، واللحونُ رديئة
أقصِرْ ، فسوف تبوءُ بالبُهتان

ما أنت في هذا السجال بأول
وعلى نجاتك كنت أنت الجاني

وأراك لست بآخر في ذا البَلا
فلسوف تأتي طغمة بطِعان

والسِّلمُ حاطِمُكم ، وهازمُ جُندِكم
ولسوف يغزو الحقُّ كلَّ مكان

لا لن تكون لباطل مِن نُصرةٍ
هذي وربك سُنة الديان

سَبقتْ شراذمُ أشربتْ مِن غيِّها
فهل استمرَّ الغيُّ بعضَ زمان؟

لِمَن اللحونُ؟ ومَن سيسمعُها إذنْ؟
تبكي اللحونُ ترنمَ الكروان

إنْ كان تُشجيكم لحونٌ صاغها
وَبشٌ يُعبِّرُ عن هوى السكران

لا لن تؤثِّر في الألى لم يؤمنوا
لا لن تكون شرافة استهجان

وكذاك لن ترقى بنا ألحانُكم
وهل النشاذ يَطيبُ للآذان؟

لِمن اللحونُ استغرقتْ أموالكم
وجهودَ غِر مخلص متفاني؟

لحِّنْ ليَسمَعَك الغثاءُ تكلفاً
واصحبْ لهزلك زمرة الأعوان

و(الرُّوكُ) طابَ ، وقد يُشاركُ بُوبُه
و(الجاز) يُشْبعُ شهوة الولهان

وخُذِ (البُلوزَ) لكي تُطرِّبَ مَن غفا
مستأجراً فِرَقاً وبعضَ غواني

و(السُّولَ) و(الرِّيغتونَ) و(الفانكَ) اصطحبْ
واعمدْ لعزف ملحِّن هيمان

وافزع إلى (التنكو) مع (الديسكو) الذي
تهوى صداه مسامعُ الأخدان

و(الفولكُ) و(السالسا) سبيلك للهوى
ليُفِيقَ مَن حضروا مِن الغثيان

هذي اللحونُ لعائنٌ موقوتة
ووجودُها وفناؤها سِيَّان

والله حافظ دينِه وكتابه
واستأثرَ التاريخُ بالبرهان

وأقول: للقرآن يا ربِّ انتصرْ
مَن ينصُرُ القرآنَ كالرحمن

إنا عجزنا ربَّنا عن نصرهِ
فليحفظِ القرآنَ ذو السُّبحان

مناسبة القصيدة

(تعددتِ المحاولاتُ منذ فجر التاريخ ، وحتى يومنا هذا ، وإلى قيام الساعة ، في التشويش على القرآن الكريم ، وذلك لصرف الناس عنه. وفي كل مرةٍ يبوء المشوشون بالفشل الذريع. إلى أن ابتُلينا بضال يُلحِّن القرآن الكريم بموسيقى الرُّوك والراب والجاز وغيرها. ونسأل: لمن هذه الأغاني القرآنية يا هذا؟ هل هي لغير المؤمنين بالقرآن لتزيدهم كفراً به؟ أم للمؤمنين به لتصرفهم عنه؟ لا هذه تتحقق ولا تلك. وإذن فهي جهودٌ مُهدَرَة ، وأموالٌ مُضَيعة.)
© 2024 - موقع الشعر