فصيح("وطني شُعَيل") - أحمد بن محمد حنّان

هبْ لي من الوقتِ الثمينِ دقيقةً
ياموطني أبكي بها أوطانَا

فاضتْ دموعي والهمومُ تعاضَدتْ
ذكرى تنازعُ فرحتي الألحانَا

وطني عشقتُكَ في نخيلٍ شامخٍ
صمدَ الدُّنا والوقتَ والأركانَا

لكَ في القلوبِ منازلٌ لا تختفي
بدْرُ البدورِ إذا وصفتُ كيانَا

وكأنني في مأزقٍ أشقى بهِ
في كلِّ عامٍ إنْ أردتُ بيانَا

شيءٌ عظيمٌ أنت يامجرى دمي
إنْ لَمْ تكنْ عند الشعورِ جبانَا

وكأنَّها الكلماتِ أمٌّ عاقِرٌ
إذما هممتُ أُرتِّبُ الأوزَانَا

حَرمَانِ نورُهما تُضيءُ جباهَنا
ما أَنْ نفيضَ عليهما التحنَانَا

ولِخَاتمِ الرُّسلِ الذين تضمُّهمْ
ولصحبِهِ شرفٌ يعمُّ مكانَا

ولنجدَ فيكَ مشاعلٌ لا تنطفي
فاسأَلْ حروفَ مؤرِّخٍ وزمانَا

وبكَ الجَنوبُ فعلمُهُ من جذوةٍ
وكمِ اصْطلينا نَسْلبُ الأذهانَا

والشِّعرُ فيهِ منابرٌ ومجالسٌ
كم غازلتْ بحروفِها أفْنانَا

فيكَ الشَّمالُ عرَاقةٌ ومآثِرٌ
سبحانَ من نحتَ الجمالَ وزانَا

والشَّرقُ فيكِ ثقافةٌ وحقولُهُ
خُضْرٌ وسُودٌ تُذهِلُ الإنسانا

أمَّا لغربِكَ بقعةٌ قد طفتُها
يكفيهِ كلُّ مقدَّسٍ ماكانَا

وطني فدتْكَ من العيونِ مدامعي
إن حمَّلوكَ مطامحًا وجِفانَا

أنتَ المؤمَّلُ يا"شُعَيلُ" فقمْ بنا
وتقدَّمِ الأبطالَ والأوطانَا

راهنتُ فيكَ بضعفِ ماقدْ راهنوا
ويزيدُ طبعي في الرهانِ أمانَا

لا تُغضبنَّكَ في المسيرِ ملامةٌ
عشَمٌ لأعمًى يزدري الألوانَا

طبْ أنتَ فخرُ المسلمينَ وذخرِها
في العالمينَ فزلزلِ الأكوانَا

© 2024 - موقع الشعر