فصيح(أنا العربيُّ) - أحمد بن محمد حنّان

أهاجرُ من عَنَا بلدٍ إلى بلدِ
وحزني فيهما رزقٌ لمبتَعِدِ

أنا العربيَّ لا أرضٌ ولاسَكَنٌ
ولا ليَ موطنٌ جَلِدٌ على عُقَدي

أُهجَّرُ صاغرَ الأحلامِ في ذاتي
فأشعِلُ مَفرِقي دفءً على جسَدي

وأُنفى إنْ نطقتُ الآهَ من وجعٍ
كأنَّ للوعتي شيطانةَ الحسَدِ

أنا العربيَّ مَنْ في الكون يجهلني؟
أنا العربيَّ لم أُنقصْ ولمْ أزِدِ

وُشِمْتُ بكذبةِ الإرهابِ من عجمٍ
فكنتُ بقيدِهمْ أمشي إلى نكَدِ

يراني تابعُ الأحباشِ مملوكًا
وتزهدُ مولدي محرومةُ الولدِ

أنا العربيَّ لي دينٌ يوحِّدني
وأنثرهُ سدًى في كلِّ مُعتقَدِ

أُقَتِّلُ من دمائي كلَّ مُعتَكِفٍ
وأُدْني للحنايا آكِلُ الكَبِدِ

وصُلْبي من قبورِ الأرضِ أَحصُدُهُ
ملايينًا فأين سحائبُ البرَدِ

غريبٌ جئتَ ياإسلامَ عزَّتِنا
ويمضي في الغرابةِ عِزُّنا الأبدي

ظننَّا المجدَ في أنسابِنا فطغى
علينا مُبْهمُ الأنسابِ والعَمَدِ

لأقْدَحَ بين نفسي سؤلَ من ولَّوا
ومن لم يَهتِفُوا في فَينَةِ الرَّشَدِ

رخيصٌ أَنْتَ ياعربيَّ عالمِنا
فما فَوْدُ الغِنا بقديمِكَ الغَرِدِ؟!

وما للشمسِ إذ تأتي بمطلَعِها
تَزاورُ عن هوى الأمسِ الهني لغَدِ؟!

فلا بُوركتَ مجدٌ كان في قَصَصٍ
من التاريخِ تُقرَأُ ساعةَ السَّعَدِ

© 2024 - موقع الشعر