حسناء الذل - مروان القصار

إيَّاك و حب الغُربة أبدا
فحبها ليس إلا لمن خانَ

هي ذل لكل غريب
و كم غريب مات مهانَ

يا رب ..
ألا من وطن يحبنا

يمنحنا قبور و أكفانا
صار ذل الغربة هوى

بعداً عن وطن سقانا الهوانَ
ما آسفي إلا على قلب

تأذى بحب وطن و هانَ
كم من محب لم ينل

و غريب شرفٍ قيل خانَ
بحثنا الدنيا عن وطن نحبه

و القلب معلق بحب الأوطانَ
تائهين صرنا كقوم موسى

و فرعون كل أرض يلقانا
فيا شام يا حسناء الذل

كيف يجتمع فيك الضدانُ
تدعي أنك الجنة و الجنانُ

و أنت لنا سجناً و سجانُ
أنت الخائنه كيف ترضين

بعاشق لم يكن يوماً إنسانَ
ترفضين حبنا و سكنانا

و تفتحين صدرك لهم حنانَ
لما نشعر حين نبعد عنك

كأنا نجونا من حبائل شيطانهَ
نعم .. كسرنا أقفال جنتك

و هاجرنا أفواجاً عميانَ
لا عشق من غير صدق

و لا حب بين سجين و سجانَ
مروان

© 2024 - موقع الشعر