فصيح(عرَّابةُ القلب) - أحمد بن محمد حنّان

عرَّابةَ القلبِ إنِّي في الهوى دَنِفُ
أمشي الهوينا ويمشي عكسيَ الترَفُ

وإنْ طَفِقْتُ على نبضي أُهدهِدُهُ
بكيتُ من لوعتي وانتابني أسَفُ

وما أسفتُ على روحٍ تُغَادِرُني
تُمسي وتُصبحُ لا رأيًا ولا هدَفُ

لكنَّها مهجةٌ عرَّابتي ودمٌ
ومضغةٌ من شغافٍ غاضَها الصَّدَفُ

يرمي بها الشوقُ من أعماقِ لُجَّتِها
على عيونٍ لها شطٌّ ومُعتَكَفُ

تُرنِّم الوجدَ آهاتًا وتعْزِفُهُ
وترتجي العطْفَ في أهدابِ من وقفوا

وتطرقُ الليلَ بابًا صنَّعتْهُ يدي
إذا استبدّ بها الإصباحُ والشَّغَفُ

عرَّابَةَ القلبِ لا طيرٌ ولاقَفَصٌ
ولا مراسيمُ حبٍّ طَقْسُها طَرَفُ

خذي الشموعَ مَواعيدًا ومُدَّكَرًا
لعلَّ فيها من الخيباتِ مايصِفُ

مازالَ كُرسيُّها رطبًا بغيبتِها
بعرضِ طاولةٍ في كأسِها لَهَفُ

© 2024 - موقع الشعر