فصيح(الفرات ودجلة)

لـ أحمد بن محمد حنّان، ، في المدح والافتخار، آخر تحديث

فصيح(الفرات ودجلة) - أحمد بن محمد حنّان

أغلقتُ بابَ المدحِ ضمن قصائدي
وقضَيتُهُ في العالمين لأربعةْ

ربَّي وخاتمُ الأنبياءِ وموطني
ولمن تولَّوا فيهِ ملكًا أبْدعَهْ

لكنني إنسانُ ضَعفٍ هزَّهُ
زلزالُ مكرمَةٍ وهدَّمَ مطْلَعَهْ

فَلقَدْ فُتنتُ بكلِّ أبيضَ نيِّرٍ
سبقَ الظلامَ على مساحاتِ السِّعَةْ

أ إذا الكريمُ بكلِّ معروفٍ أتى
أفلا أكونُ النارَ أَهْدي مَوقِعَهْ

أفلا يكونُ الحرُّ غلَّابُ السَّما
عبدًا على صوتٍ ينادي مسْمَعَهْ

إثنانِ ذكرُهما الفراتُ ودجلَةٌ
وألذُّ مِنْ شهدٍ يفارقُ مشْمَعَهْ

لمُهنَّدِ الزهرانِ قصدي سقتُهُ
وحُسينِ أيضًا إبنُ قحطانٍ مَعَهْ

يتسابقانِ على المعالي مثْلَما
تتسابقُ الخيلُ الصُّفُونُ المُولَعَةْ

ماغيَّرَ الماسُ الثمينُ طباعَهُ
في كلِّ نارٍ صامدٌ ما أروعَهْ

بحرانِ جودُهما الحفاوةُ والرَّها
مهما جلبتُ من اللآلئِ مجْمَعَةْ

إن عاهدَا صدقَا ونكَّثَ غزلَهُ
بين الأيادي في المزاعمِ إمَّعَةْ

ربِيَا على طيبِ الجُدودِ وعُرفِهمْ
في وقت من رُبُّوا بعرفِ المنْفَعَةْ

فلقًا أعيذهُما بما في آيةٍ
وصَفتْ من الأعرابِ فيها قلْمَعَةْ

إنْ جاءَهمْ ضيفٌ يتيمٌ فرَّطوا
وعلى دراهمِهِ لضيفِهُمُ دَعَةْ

ولكمْ هوى نجمٌ بعيني أو غوى
ماضَرَّ مَنْ تبِعَ الثُريَّا بلقَعَةْ

شمسانِ في صبحٍ يبثُّ نسيمَهُ
وطيورُهُ بهما شدَتْ مسْتَمْتِعَةْ

قمرانِ إنْ شفعا يشفَّعْ نورُها
في يومِ نحْسٍ مالَهُ مِنْ أشْجِعَةْ

سخَوَا بلا طمعٍ وحتى مثْلَهُ
لم يطمحَا فيما أتَيتُ لأُرجِعَهْ

وأنا هنا قد قلتُ بعدَ ودَاعِنا
شعرًا يُقدِّسُ في الفرائدِ منبَعَهْ

كيلا يقالَ بأنَّ فيه مآربٌ
وبأنَّ لي في كل وادٍ مطْبَعَةْ

لم يُجْبرَا والجبرُ ليس مُقَيِّدِي
إلا شعورًا للفؤادِ ولعْلَعَةْ

لا خيرَ في أدَبٍ يقالُ إذِ انتحى
في مثْلِ هذا اليومِ يأكلُ إصْبَعَهْ

لله درُّهما ودرُّ أبِيهما
ومصائبٍ كحَلَتْ لياليَ مُفْجِعَةْ

كم عرَّفتْني بالشماريخِ العُلَى
والصبرِ عند النازلاتِ المُوجِعَةْ

ولكم وطِئْتُ بأرجلي حرَّ الثرى
وقطعتُ أنفاسَ الهجيرِ المُوقِعَةْ

حتى إذا مالشمسُ خيَّبَها الرجا
أدخلتُها نارَ القلوبِ المرْكِعَةْ

وبها سيخرجُ غيُّها وغثاؤها
لتكونَ للأقدامِ خفٍّا طيِّعَهْ

ماسرُّها الأيامُ إنْ زانتْ لنا
سبقتْ بُرَاقًا بالثواني المُسْرِعَةْ

وكأنَّها الدنيا حسودةُ أهلِها
وكأنَّها خُلقَتْ لتبقى مُفْزِعَةْ

عامٌ مضى لولا المُفارَقُ والنوى
لظننتُني لاقيتُهُ لأودِّعَهْ

ودَّعتُ فيه من الصداقةِ كنزَها
إثنينِ لكنْ للحنايا أشْرِعَةْ

19/7/2024
© 2024 - موقع الشعر