ياسمين ولد دالي! (الجزائرية) - أحمد علي سليمان

غبَطتُكِ من فؤادي يا بُنَية
فصُغتُ الشعرَ يُهديكِ التحية

وأكبرتُ الفتاة تَحُوزُ مجداً
وترفلُ في سماء المكرمية

تفوقُ الكل في القرآن ، هذي
ورب الناس نِعمَ العبقرية

قد استظهرْتِ وحيَ الله طوعاً
وبالتقوى بلغتِ الألمعية

وأتقنتِ القراءة باجتهادٍ
ومَن يُنصِتْ يقولُ: جزائرية

وحَبَّرتِ التلاوة بالتغني
فشرَّفتِ (الجزائر) والمِدِيَّة

وكنتِ بذلك الإنجاز فخراً
لأمتنا المجاهدة الأبية

فيا بنتَ (العمارية) بُشرى
أسَطرُها قريضاً يا بُنية

أباركُ (للجزائر) خيرَ سَبْق
تُعِيدُ به السِّماتِ اليَعرُبية

هو القرآنُ يرفعُ شأنَ عُرب
فلا يَرْضَون عيشَ الجاهلية

وإما طبَّقوهُ غدَوا كِراماً
وهل كالشرع سَمتٌ أو هوية؟

حياة ذلك القرآن صِدقاً
لمَن يَهوى العُلا والأفضلية

وفي (التبيان) (ياسَمينُ) أولى
وأولى في التقى والأريحية

عليكِ بالالتزام بما حفظتِ
بنفس عن مَقادرها رَضية

ولا يُشغلك هزلٌ عن سَدادٍ
ضَعِي عنكِ اتباعَ المذهبية

دعي أهل التحزب ، واهجريهم
لأسلافٍ لنا اصطحبي الحَمية

أحِلّي ما أحَلَّ كتابُ ربي
لكي تحْيَي مُشَرَّفة تقية

كذلك حَرِّمي ما جاء فيهِ
من التحريم ، كوني له وفية

ولا تدَعيه يُفلتُ منكِ يوماً
ألا فتعهدي الآي العلية

أشدُّ تفلتاً هو من بعير
إذا ألفاكِ شاردة قصِية

لقد أعطاكِ ربُّكِ خيرَ ذخر
كتابُ الله ، أنعمْ بالهدية

بياسْمين أباهي كل بنتٍ
إذا جعلتكِ في الحسنى أخية

بأمريكا التفوقُ والتسامي
تُطِلُّ على الدنا مِن مَشربية

وتغرسُ في ديار الغرب نبتاً
نجا مِن شر فتنته الغوية

وجاهدَ نفسَه حتى تُزكى
وعاش له بها أسمى قضية

يُجاهدُ ما يلاقي مِن تحَدٍ
وفي الإصلاح بعدُ لديهِ نية

بياسْمين أرى نوراً تبدَّى
يُنيرُ لنا مَرابعَنا الدجية

ويملؤنا افتخاراً واعتزازاً
فبالقرآن لا نرضى الدنية

نعيشُ له ، ووفق هُداه نحيا
وأنفسُنا بطاعته حَرية

ومَن يعدلْ بهذا الذكر شيئاً
تجندلَ في حضيض الفوضوية

بياسْمين أغِيظ الغربَ حتى
تَبِينَ له النجاة لذي الصبية

نجَتْ من كيده ، والكيدُ عاتٍ
ومنها سوف تُذهله البقية

ستُتحفنا بإحياء السجايا
وسوف تكونْ في الهيجا سُمَية

وتدعو قومها لذرى المعالي
وللقرآن تبقى الأولوية

وللتوحيد تنتصرُ انتصاراً
ليُصبح قومُها خيرَ البرية

فيا بنتاه أوصيكِ استجيبي
وخيرُ القول ما احتوتِ الوصية

على القرآن عيشي ، واستقيمي
ولا تدَعي حجابكِ يا حَيية

وجدِّي في اختيار صُوَيحباتٍ
يُعِنَّ على التقى ، لا المَظهرية

وأختِمُ داعياً رب البرايا
بأن يُنْجيْكِ مِن شر البلية

مناسبة القصيدة

(المتميزة جداً ياسمين ولد دالي من ولاية المِدِيَّة الجزائرية ، تتحصل على المرتبة الأولى عالمياً في "مسابقة التبيان القرآنية" بالولايات المتحدة الأمريكية! فهنيئاً لك يا ابنة العمارية الفوز في هذه المسابقة العالمية! وأسأل الله تعالى أن ينفعكِ بالقرآن الكريم ، ويرزقكِ العمل به كما رزقك استظهاره عن ظهر قلب! وأكتب لك هذه التهنئة الشعرية لأن تحايا الشعراء ينبغي أن تكون من جنس ما حباهم الله تعالى وميزهم به عن سواهم ، ألا وهو الشعر! والآن لنطالع القصيدة ، وهي ثالث عمل جزائري!)
© 2024 - موقع الشعر