أتُزيلُ جوعَك يا سفيهُ قوافي؟أيُبَلغ التقصيدُ حَدَّ كَفافِ؟أيُحَقِقُ الآمالَ شِعرٌ صُغتَهبدم الفؤاد ومَدمع ذرَّاف؟أيُقِيلُ عَيشَك مِن عَثار مُدْقِعشِعرٌ تجلببَ بالجلال الضافي؟هل يَجلِبُ الأقواتَ شِعرٌ ثائرٌأبداً على التجويع والإجحاف؟أيُعيدُ حقاً بالقصائد أفصَحَتْعن كل خير في الضمائر خافي؟أو كل حق في القلوب مُطلسمٌوالرمزُ حوَّله رَويَّ القافي؟الشعرُ في الماضي سَبيلٌ للغِنىووسيلة للكسب بالآلافبالأمس كان الشعرُ دربَ سعادةٍوعلى الكلام مُوافقٌ ومُنافيلكنه التاريخ يَشهدُ بالذيدونتُ بالنص الصريح الصافيأن القريض هناك أغنى أهلهوأعاشَ في عِز وفي استشرافوعلى الكلام أدلة مَبسوطةبشهادة الماضين والأسلاففتكسبَ الشعراءُ بالشعر الذيقد أنشدوا في حضرة الأشرافكان استماعٌ واهتمامٌ ، فاستمىشِعرٌ زها في سُؤددٍ وطِراففقصيدة تُتلى ، فيَسطعُ نجمُهاويُجيزُها مَولى ، وبعدُ يُكافيوقصيدة تلقى على مُتشوقفتُثيرُ فيه مكامنَ الأطياففيُجلُّ شاعرَها ، ويُمعِنُ في العطالا يُلجيء المُلقِي إلى استعطافكانت لنظم الشعر أعظمُ قِيمةفي أهل تطريب وأهل قوافيوتفيأ الشعراءُ أشرفَ مَجدِهمإذ حققوا ما كان من أهداففالشعرُ ديوانُ الحياة وضِدِّهاوالشعرُ دربُ الناس للإيلافوالشعرُ آلتُهم لإشعال الوغىإذ ينفخ الثاراتِ في الأسيافوالشعرُ عُدَّتُهم لنشر فضائلتغشى الحواضرَ ، أو تجوسُ فيافيوالشعرُ مَنهجُهم لإرساء الإخابين الورى بترفع وعفافبالشعر تندلعُ الحروبُ ، فيكتويبسعيرها قومٌ بكل تَجافيويُبادُ قومٌ أبرياءُ تشفياًمِن آخرين أتَوْا بسوء خِلافوتزولُ أرواحٌ ليَحصدَها الفناويَبوءُ مَن قتِلوا بالاستخفافبالشعر تبتسِمُ الحياة ، فلا ترىحِلفاً يُصارعُ باقيَ الأحلافبالشعر تُشرقُ شمسُ سِلم وادعفالأقوياءُ ترفقوا بضِعافبالشعر تنعقِدُ الصُّلوحُ على المَلاوالكل تحت مَظلة الإنصافالشعرُ في جُلِّ الأمور رفيقُهمويُمدُّهم بالعزم والألطافوالقومُ فيه فمُكثِرٌ أشعارَهحتى طغتْ كالوابل الغرَّافوسِواهُ – واأسفى – مُقِلٌ شِعرَهفيهم كطلٍّ جاء بعد نفافواليوم أين الشعرُ؟ أين رُواتُه؟أمسى يُكابدُ كبوة الإسفافضاعتْ قضيته ، وخابَ دِفاعُهاما نفعُ تشجيع وطولِ هتاف؟والحكمُ أصدرَه القضاة ، فليس مِننقض لِما حكموا ، ولا استئنافوالساحة امتلأتْ بقوم جُهَّليَستشعرون بسيئ الأوصافتَخِذوا القريضَ مَطِية لتربُّحوالبعضُ بالنص الرَّقيع يُوافيوالبعضُ في لغة المَصاطب قابعٌوالبعضُ آثرَ لهجة الأجلافلمَّا يعُدْ ذوقٌ يُحِسُّ ويَصطفيويُقيِّمُ الشُّعَرا ، وبعدُ يُصافييا قوم ضجَّ الشعرُ مِن دعَواتكملا تجرحوا الإحساسَ باستظرافلمَّا يعُدْ للشِّعر سابقُ عهدهمِن طيِّب الغايات والأهدافمَن ظن أن الشِّعرَ مصدرُ رزقهفالظنُّ خابَ ، وخابَ عبدٌ غافيإلا إذا ناجى الغوانيَ عابثاًوأوى إلى السيقان والأردافودعا إلى الرجس المَقِيت صراحةوأثارَ شهْوات الشباب الفافيوأتى بليلى ، واستباحَ جمالهاحتى يُهِيجَ غرائز الأضيافواستعذبَ الفسقَ الحقيرَ صراحةوتناولَ القسَماتِ بالإرهافلمَّا يَخفْ رباً ، ولم يَعبأ بماقد جاءنا في سورة الأحقافوأشاحَ بالوجه المُجافي للهُدىلم يتلُ مِن (هودٍ) ، ولا الأعرافيوماً مصيرَ مجاهر بضلالهربِّ اكفنا مِن هوله يا كافيوأنا الذي عُوفيتُ مِن هذا الخناسبحان مَن يُؤتي الهُدى ، ويُعافيلمَّا أرِدْ بالشعر خيراً عاجلاًلأخط ما يَقلو الهُدى ويُجافيمَرَضاً أراه ، ولا علاجَ يُزيلهإلا الذي شرعَ الطبيبُ الشافي
مناسبة القصيدة
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.