اعتذار الراجحي! - أحمد علي سليمان

قبلتُ اعتذارَك ، ذا أفضَلُ
وحَققتُ للخِلِّ ما يأملُ

ومَن أنا حتى أمُنَّ بعفوي؟
وعفوُ المليك هوَ الأمثل

وأحْذِيك عهداً جديدَ الصُّوى
وفي ظِل إرشادِه نعمل

ولا لنْ أردَّ (جهاداً) بما
حَكَتْه ، وإن الصفا أجمل

مَللتُ الخِلافَ يزيدُ الشقا
وزعمُ انتفاعي بهِ مُبْطِل

ويُزري الشقاقُ بأهل الهُدى
فإن سُربِلوا ابتسمَ العُذل

وبالصفح نبلغُ ما نشتهي
وفي سُوحه يُدرَكُ المِأمل

و(فواز) لم يُدركِ المبتغى
وقولاً على خيره يُحْمَل

يميناً مدَحتُ الذي ناله
بنص بإطرائه يَكْمُل

وإذ أشكلَ النص أحرى به
سُؤالي ، لأشرحَ ما يُشْكِل

فكم بالسؤال استبانَ صُوَىً
لنص تفاصيله تعضُل

فيا (راجحيُ) اسْتبنْ ، وادَّكِر
إذا كنت في مَبحثٍ تفصل

ولا تَرْم يوماً بريئاً سما
عن العيب والذمِّ ، ذا يقتل

ويا ذا (اليَمانيُّ) كنْ عاقلاً
ينالُ السعادة مَن يَعقل

مِن الهزل قطعُك جِيدَ الذي
يُحِبُّك خابَ الذي يَهزل

أدامَ المليكُ الإخا بيننا
وعَلمك اللهُ ما تَجهل

مناسبة القصيدة

(شاعرنا اليمني الكبير / فواز خالد الراجحي كان قد حصل على شهادة تقدير في الشعر ، في بعض مجموعات الفيس بك الشعرية! وكنت أحد المشتركين فيها ، فقمتُ بتحيته والمباركة له قائلاً بأنه يستحق كل تقدير وتكريم ، ولو كرَّمناه بمنحه كأس الأمم الأفريقية لما كان كثيراً عليه ، بل هو قليل ، عليه وعلى أشعاره العظيمة! وفهم الرجل كلامي كله على وجهه الأمثل إلا التذييل: (كأس الأمم الأفريقية) ، فتوهم أنني أسخر منه! وكان عليه أن يسألني لأخبره عن مرادي! ولكنه تسرَّع وكان منه ما ينبغي أن نضرب عنه الذكر صفحاً! فعزمتُ على أن يكون حكماً بيننا الله رب العالمين! فراجع الراجحي حساباته وعاتب نفسه ، ووسط بيني وبينه الأخت العبقرية الراسخة في معرفتي جهاد العلي ، فقلتُ لها: (أجرنا من أجرتِ يا جهاد)! على غرار قول النبي – صلى الله عليه وسلم لابنة عمه فاختة بنت أبي طالب – رضي الله عنها -: (أجرنا من أجرتِ يا أم هانيء!) وها أنا ذا أورد اعتذار الراجحي شعرا ونثراً ، وأقبل اعتذاره نثراً وشعراً! وهذا نص رسالته: (عذراً يا أخي ، لم أعلم أن كلامك كان مدحاً لا سخرية ، وإني أعتذر إليك جداً على سوء فهمي وتسرعي! وما كان ما كان مني إلا لجهالتي وصغر سني وقلة خبرتي. فاعذر فتىً جهلَ فأساء! وإنك إذ كتبت كلامك الأخير هذا ، وقر في نفسي أني ظلمتك دون علم ، ويعلم الله أني ما كنت من ذوي الظلم ، ولكني جهلت معنى كلامك ، فظننتك تسخر ، فقلت ما قلته لك ، وها أنا أعتذر لك جداً. ثم إني حين علمت أني أخطأت جعلت الأم جهاداً تكلمك وتخبرك أنني أعتذر إليك ، فهي من أعرف الناس من المشتركين بيننا في الأصدقاء هنا!)
© 2024 - موقع الشعر