تفعيلة(جوع المدخنة) - أحمد بن محمد حنّان

حلَّ الشتاءُ وسدَّتِ
الأحطابُ
جوعَ المدخنةْ،
وخَلتْ شوارعُ حيِّنا
حتى اِنتهتْ
بأثيرِ ذبذبةِ
السكونْ،
ها قد تراءتْ وحدتي:
سِرْبُ
الفراشِ وجذوةٌ
في المدفأةْ،
متردِّدٌ في غفلتي
حتى سمعتُ
البابَ يُطرقُ فجأةً،
من أنتِ
في هذا الفضا؟!،
فتجمَّدتْ لولا
أناملُ فتنةٍ
بالنار حامتْ حولَها،
عين القضا،
أدخلتُها
وسكونَ تلكَ الأسئلةْ،
لازلتُ أذكرُ إسمَها
لا زلتُ أذكرُ لفظَها
بالألسنةْ،
لازلتُ أذكرُ رسمَها
بين الخدودْ،
_________
عين القضا،
كيف الفعالُ بدفترٍ
أوراقُهُ
ملأى دموعْ،
ورمادُه
يُجري الدموعْ،
ونشورُهُ يُبدي
الدموعْ؛
________
عين القضا،
هل أنتِ
عذرٌ لي أنا أم أنتِ
عذرٌ
للنجاشي والفيول،
فلقد رأيتُ
أكفَّ من حولي
لغيري دانيةْ،
ورأيتُ كيف الخوفُ
يأكلُ
من رموشِكِ
والجفونْ،
والظلمُ كيف يبيعُ
بحرَكِ سلسبيلًا
للصدورِ
الخاويةْ؛
________
عين القضا،
عذرا
فلستُ بكاملِ الإيمانِ
أرجو مقعدًا
في جنتِكْ،
هيَّا اخرجي دجالةً
من كوخِ
أفكاري وشعلةِ
إِصبعي،
وتلمَّسي دفءَ
المداخنِ
في قلوبِ الخائبينْ،
فلقد رهنتُ
أناملي
حتى يعودَ
لنا المسيحْ.
 
25/5/2024
© 2024 - موقع الشعر