بريءٌ دَهته المنايا
(في إحدى غارات العِدا على أرض الرباط ، وما أكثرها ، وعلى الباغي من الله ما هو أهله ، أتى الدور على طفل في جملة أطفال. وبدت ملامحُه البريئة غارقة في دمائه الطاهرة. لقد كان النبي – صلى الله عليه وسلم - يوَدِّع السرايا موصِيًا إياهم: "...وَلاَ تَغْدِرُوا...". ولم تكن هذه الوصية في معاملات المسلمين مع إخوانهم المسلمين ، بل كانت مع عدوٍّ يكيد لهم ، ويريد الانتقام منهم ويعد العدة لهم ، وهو حريصٌ على إبادتهم ، ويجمع لهم ، وهم ذاهبون لحربه وقد وصلت أهمية هذا الأمر عند رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أنه تبرَّأ من الغادرين ، ولو كانوا مسلمين ، ولو كان المغدورُ به كافرًا ؛ فقد قال النبي – صلى الله عليه وسلم : "مَنْ أَمَّن رَجُلاً عَلَى دَمّهِ فَقَتَلَهُ ، فَأنَا بَرِيءٌ مِنَ القَاتِل ، وَإِنْ كَانَ المَقْتُولُ كَافِرًا". رواه البخاري في التاريخ الكبير ، واللفظ له ، وابن حبان ، والبزار ، والطبراني في الكبير ، وفي الصغير ، والطيالسي في مسنده ، وأبو نعيم في الحلية من طرق عن السُدي عن رفاعة بن شداد. وقال الألباني: صحيح. وكان رسول الله –صلى الله عليه وسلم - إذا بعث جيوشه يقول لهم: "لاَ تَقْتُلُوا أَصْحَابَ الصَّوَامِعِ". وكانت وصيته للجيش المتجه إلى مؤتة: "اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللهِ ، اغْزُوا وَلاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا وَلاَ تُـمَثِّلوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا ، أَوِ امْرَأَةً ، وَلا كَبِيرًا فَانِيًا ، وَلا مُنْعَزِلاً بِصَوْمَعَةٍ". أخرجه الإمامُ مسلم في صحيحه كتاب الجهاد والسير ، باب تأمير الإمام الأمراء على البعوث ووصيته إياهم بآداب الغزو وغيرها ، وأبو داود ، والترمذي ، والبيهقي. فأنشدتُ من المنسرح:)
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.