أحارُ في قدرة المولى ، فأطريهاوبالفؤاد ذهولٌ ينثني تِيهاوكم عجبتُ مِن الإعجاز ألمسُهفي كل شيءٍ ، وفي الدنيا وما فيهاوكم تساءلتُ في سِر وفي عَلنعن معجزات أراني لستُ أحصيهاوكم تملكني الخشوعُ ، فانهمرتْدموعُ عين – من الإبداع – يُبكيهاوكم تفكّرْتُ في صُنع المُهيمن فيدنيا تدُلّ على الديّان مُنشيهاوكم نظرتُ إلى كون غرائبُهتزيدُني - لمليك الناس - تأليهاوكم تأملتُ ما حولي صباحَ مَسالأودِعَ القلبَ إرشاداً وتنبيهاوكم تبصّرْتُ في أحوال مَن رشدواإذ لم يكن رُشْدهم في الناس تمويهاوكم تدبّرتُ أعمال الألى فسقوامَن شوهوا الدينَ بين الناس تشويهاوكم تفرّستُ - في الأمور - أرقبهاحتى سَبَرتُ خبايا لستُ أدريهاوكم عجبتُ إلى أن ضاق بي عجبيفذِعتُ أسرارَ نفس عشتُ أخفيهاعجبتُ للأرض أعطتْ كل مجتهدٍمُوَحّدٍ ، أو كفور النفس طاغيهالم تدخرْ - عن جميع الخلق - نِعمتهاولم تؤخرْ خيوراً أودِعتْ فيهابل أغدقت خيرَها – واللهِ - مُكرَهةوتلك سُنة رب الناس يُجريهاعجبتُ للسبع فوق الأرض قد رُفعتْبدون أعمدةٍ ، سبحان باريهاوكم رأيت السما الدنيا وحَبكتهاوحيّرت خاطري الآياتُ تحويهاوبالكواكب قد زِينتْ لناظرهاوترسلُ الغيثَ - للأرضين - يُشجيهاوليس تسقط ، إن الله مُمْسكهاإني أنوّهُ للآيات تنويهاعجبتُ للشمس في السماء سابحةلمُستقر لها ، الرحمنُ يُجريهاتجودُ بالدفء والأنوار طائعةوذات يوم يُكَوّرُها ويُفنيهاعجبتُ للقمر المنير طلعتُهفي الليل تبتلعُ العَتماتِ ، تُرديهاوالله قدّره منازلاً عُلِمتْيُعيدها الله أياماً ، ويُبديهاوما استوى البدرُ والمُحاقُ في نظريلكنْ أشبّهُ - بين اثنين - تشبيهاعجبتُ للنجُم الزهراء ساطعةوإن سرت سُحُبٌ سودا تُغطيهاهي العلاماتُ ، إذ كم يُستدل بهامن يا تُرى - لصحيح الدرب - يهديها؟عجبتُ للمطر الثجّاج يُنزلهربُ الأنام على الصحرا ، فيُحْييهاعجبتُ للزرع – في الحقول - منتشراًبطيّب العِطر والفحوى يُحَليهاما بين مُر ، وحلوٍ طاب مأكلهومالح ينهرُ الأفواهَ يكويهامَن أودع المُر – يا قومي – مرارته؟طعم يُشَفي بألسنةٍ ، ويؤذيهاعجبتُ للطير في الآفاق شاديةتسُرّ آذانَ مَن يُصغي ، وتغريهاتغدو خماصاً ، بلا كَلٍ ولا مَللٍبحثاً عن الرزق ، ما خابت مساعيهاتعطي الصغارَ الذي جادَ الإلهُ بهتُعنى بأفراخها دوماً ، وتُؤويهاعجبتُ مِن شامخ الأجبال راسخةتُثبّتُ الأرضَ ، تُوْثِقها ، تُقويهاعجبتُ مِن منظر الأسماكِ عِيشتهافي البحر طيبة ، والرزقُ يَكفيهاعجبتُ مِن مشهد الحِيتان مُشْرعةمثلَ البوارج ، إن حطتْ مَراسيهاعجبتُ مِن نجدة الدُلفين يَبذلهافي لجّة المَوج ، إن شطتْ غواشيهاكي ينقذ الغارقين البحرُ جندَلهمهذي الشهامة في أبهى معانيهافمن هداه لمعروفٍ يجودُ بهإن الدلافين أعيتْ مُستمِيحيهاعجبتُ للقِرْش مُختالاً بصولتهأسرابُ طير طفت زهواً خوافيهاعجبتُ مِن سَكن الجنين في رحِمٍوالأمّ ترتقبُ المولودَ يُشجيهاعجبتُ للإبل الصبورة انطلقتْبدون ماءٍ – خلال السّفر - يرويهاعجبتُ للنحل يَحيا في بُلهنيةٍفمَن - على عيشه الجميل - يُضفيها؟يُلقي علينا من الأعسال صافيةفاسألْ معي الناسَ: مَن جُوداً يُصَفيها؟عجبتُ للبحر ، والأمواجُ تغمرُهوالمَدّ يدفعُها ، والجزرُ يُزْكِيهاعجبتُ للصبح مُذ وافى تنفسَهفي رحلةٍ هدآتُ الليل تُغشيهاعجبتُ لليل يحدُونا بظلمتهوالفجرُ يبعثُ عذبَ النور يُجْليهاعجبتُ للزهر باقاتٍ مزركشةعلى مباسمه الأفراحُ تُبديهاعجبتُ للورد فاحت منه رائحةمِن العذوبة تستهوي مُريديهاعجبتُ للناس من عُرْب ومن عَجَمهذي اللغاتُ عليهم من يُلقيها؟واللهُ يسمعُ كلاً وفق لهجتهحتى يوجّههم - للخير - توجيهاعجبتُ للظالم الطاغوت طال بهظلمُ البرية - بالتنكيل – يُشْقِيهافقتّل البعضَ رغم الأنف في شُبهٍوفي أكاذيبَ – جهراً – ظل يَحكيهاوقطعَ البعضَ بالأسياف تشفيةوأوقدَ النارَ - للأجسام - يَشويهاوهجّرَ البعضَ - في الأصقاع - منتقماًوإن تعدْ فئة منهم يُصَفيهاوأودعَ البعضَ سجناً دون مَرحمةٍلو أنه مسلمٌ لكان يُزجيهاولفق التهمَ المفضوحة التصقتْبالناس ظلماً - على البلوى - يغطيهاإذ غرّه حِلم جبّار السماء ضحىًفباغت القومَ بالأوجاع يَنويهاعجبتُ للحائر المظلوم سربلهجَورُ الطغاة بأحوال يُعانيهافبات يجترّ آلاماً تصارعُهفأبدلته عذاباتٍ يُقاسيهاولم يزلْ بدعاء الله مشتغلاًمؤدّباً نفس مَكلوم ، يُنقيهايدعو ، ويُوقِنُ أن الله ناصرُهوكاشفٌ عنه أسقاماً يُهاجيهافتلك دعوة مظلومٍ تُقاسمُهمَعيشة بطرتْ – جهراً - مَساويهايقول ربك: يوماً سوف أنصرُهالو بعد حين ، بتقديري أواليهاعجبتُ للخيل - في الهيجاء - ضابحةتُخلص الدارَ مِن بلوى أعاديهاتمورُ قدحاً ، فيهتاجُ العَجاجُ بهاوالعِيرُ ترجُفُ قاصيها ودانيهاتُغِيرُ صُبحاً ، وأعداءُ الهُدى رَقدواحتى تُفاجئهم ، فمن يُضاهيها؟عجبتُ للأسْد - في الغابات - رابضةفي عِزة النفس مَن منا يُحاكيها؟لا تستكينُ لأعداءٍ بها ظفرتْوتستبدّ بحُمْر في مراعيهاعجبت للنخل – في الأمصار - باسقةتوشوش السُحْب ، ما أحلى تساميهاوتُسقِط الرطبَ الذي يُحاكمناأن الجميع - بصخر الأرض - يرميهافمَن يردّ حقوقَ النخل إذ هُضمتْ؟أمّنْ على جودها – حقاً – يُكافيها؟عجبتُ للسُحْب - في الجوزاء - هائمةتهمي غيوثاً رطيباتٌ مصافيهاعجبتُ للسُفن الشمّاء ماخرةعُبابَ ماءٍ بلا يأس يُناغيهاواستقبلتْ أمرها - في البحر - جاهدةجلّ المهيمنُ مُرسِيها ومُجريهاعجبتُ للطائرات اليوم نشهدُهافوق الغمائم ، بل أعلى أقاصيهافمَن يُوَصّلها - إلى المطار - إذن؟ومَن تراه مِن السقوط يحميها؟عجبتُ للناطحات السحْب تُخجلنابما ابتنينا مِن الصروح تُزريهاكيف ابتناها أناسٌ في ديارهِمُ؟فما ابتنينا بنايات تُماهيهاعجبتُ للسُور سُور الصين صَنعتهسَمَتْ عن الوصف هل شعري سيطريها؟عجبتُ مِن أهرمات الجيزة استلبتْألبابَ مَن نظروا إلى مراميهاأجداث فرعونَ والآل الذين طغوْاوقِصة كتبُ التاريخ ترويهاعجبتُ مِن كتب صِينتْ بمكتبة الإسكندرية تُخفيها ، وتُبديهاعجبتُ مِن (تاجْ محَل) في عِمارتهاوفي النقود التي قد بُدّدَتْ فيهاقبر الحليلة (ممتاز) التي هلكتْو(شاه جهان) بما بنى يُواسيهاعجبتُ مِن برج (بيزا) مال منحدراًنحو البسيطة ، هل أمسى يُناجيها؟عجبتُ في (بابل) مِن الحدائق لمأجد مثيلاً لها ، سُقيا لمُنشيهاعجبت مِن برج (إيفيل) ورفعتهوسُمعة أسنتْ ، أراه ينفيهاوللفرنسيس بالأبراج خِبرتهموللأماديح أقوامٌ تُغنيهاعجبتُ من زمن فاحت حضارتهمِسكاً يُعطر دنيانا ، يُسليهافي كل شبر رموز العِلم ماثلةتُسهّل العِيشة الشجوى ، تُهنيهاعجبتُ للقاطرات الهُوج تحسِبُهاتُسابقُ الريحَ إن سارت ، وتفريهاعجبتُ للكهربا غزتْ مَعايشناتُزلل الصعبَ ، والدنيا تُحييهاعلى الجمائل لا حصر ، ولا عددٌومنكرُ الفضل للفضلى يُجافيهاتبارك اللهُ في دنيايَ أوجدَهاتفضلاً منه - بالخيرات - يعطيهاعجبتُ للنِعم الكُبرى تُجمّلنيوأولُ النعم التقوى تُساويهاوبعدها العقلُ ، والتكليفُ عُمدتُهفهل هنالك مِن نعمى تُساميها؟واسأل عن العقل من غِيلت عقولهًمُفأصبحوا بعدها فينا مَعاتيهاونعمة البصر الحديدِ ما فتئتْتُبدي الحقائقَ: خافيْها وباديْهاونعمة الروح: ما فحوى حقيقتها؟مَن حاز قصّتها – صدقاً - فيُفشيهامِن أمْر ربي ، ولم يخبرْ بها أحداًوإن تُفارقْ جُسومَ الناس تُرديها(عجبتُ) ليس لها مدىً يُحدّدهالم ندر - من حولنا - الأشياءَ نحصِيهافالعلمُ لله مَولانا ومَوجدنابرا البرية مِن طين ، ويُفنيهاحاولتُ بالشعر وصفَ القدرة انتظمتْكل الخلائق في الأمور تمْضِيهاوللقصيدة مَغزاها ورَونقهاوشاهدي - في سنا الفحوى - قوافيهاأوردتُ كل جمال أستعينُ بهومَن يُطالعْ يجدْ سَجعاً وتشبيهاوالاستعاراتُ بالنوْعين تدمغهاوللبديع أماراتٌ تُزكّيهاأنشدتُها - في اقتدار الله - مُحتسباًعسى المُهيمن يَجزيني ، ويَجزيهاوبارك اللهُ فيمن خط زبدتهاوالسامعينَ لها ومَن سيرويهاإن الذي خلق الوجود من عدمقد استحق - من الأنام - تنزيهاويخلصون - لمولاهم - عبادتهمعبادة غمرتْ حباً وتأليهاإذ ليس يُعبد غير الله خالقهملذا أسفه أهل الشرك تسفيهاتعساً لمن عبدوا القبور أجمعهمومن يؤله مَن فيها ، ويُطريهاإني رأيت الألى القبورَ قد عبدواعلى طرائق ، والأهواءُ تُجريهالا يُستساغ الذي أتوه مِن ضللوفتنةٍ أحرقتْ أشقى مُريديهاوهل يُطاع طواغيتٌ إذا شرعوا؟هذا يشوه من أتوْه تشويهاوهل - على الشركا - أوزار من عبدواإذ شبهوا الله بالمخلوق تشبيها؟لا يغفر الله شركاً أكبراً أبداًوفي الكتاب نصوص فاز تاليهاإلا إذا تاب منه العبد متبعاًهَديَ الرسول بعزماتٍ يُزكّيهاويغفر الله ذلاتٍ ولو ملئتْبها الصحائفُ ، كان العبد يُخفيهاحتى الكبائر فضلاً منه يغفرهاوإن يكن فاعلُ الزلاتِ يُبديهاوإن أتى بقراب الأرض معصيةتفضل الله - بالغفران - يطويهافلا يكونُ لها فيما أتى أثرٌفعفو رب الورى - في التو - يُرديهالكنْ بتوحيد رب لا يُخالطهشركٌ يؤله غيرَ الله تأليهاتوحيدُ رب الورى لا شيء يعدلهيُزكي الصحائف أعمالاً ويُرْبيهاأراه أفرض ما الديانُ أوجبهيُحْيي النفوس ، وبين الناس يُعْليهاالخلق والأمر للرحمن سيدناهذي الحقيقة تُزْكِي الروح ، تُحْييهاتبارك الله من – للخير - أرشدناوأرسل الرسْلَ - للآنام - تهديهامبشرين بجناتٍ لمن عبدوامن استمى عن صفات النقص تنزيهاومنذرين بنيران لمن كفروافلا تكنْ حُجة يَحتجُ آتيها
مناسبة القصيدة
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.