أبكي

لـ عمر صميدع مزيد، ، في العتب والفراق، 28، آخر تحديث

أبكي - عمر صميدع مزيد

أبكي ودموع العينِ تنزف كالدمِ
أبكي وظنكُ العيشِ عدلهُ كدَمِي
 
وحال بُكائي أتَىٰ من حالةِ العدمِ
فقطَّبتُ الفقرَ حتَّى لا يقطر بالدمِ
 
فأنا الذي خرجتُ من خيرِ أُمَّةٍ
ومن أشرفِ نسلٍ وأقدسِ الأُمَمِ
 
أمةٌ كمثل الأقمارِ تبدو طوالعها
فتوارت الأقمار خلف كل ملتهِمِ
 
كانوا كفجرِ الصبحِ في اشراقهِ
فجارَ ظلمهم وظلمي بات مُتهمِ
 
فرجوتُهم العطف وقد عطفوا
لكن على تلفي وكأني من العجمِ
 
فتأملتُ خيرهم حتى ذاب أملي
وسائت أحوالي حتى ازداد ألمي
 
فلم تُبصر الأفراح عيني إلَّا بشقٍ
ولم أفوهُ بكلَمٍ إلَّا عن أهلهم القُدُمِ
 
وأصبح رقادي عن أولادي يُقلِقُني
كيف أغفو مُطمئِناً بذاك الوهمِ
 
ولي جفونٌ بغير السُّهدِ ما اكتحلت
ولي رسومٌ تقصف العمر بالسُّقمِ
 
قالوا سهوتَ ، فقلتُ الصَّبر يألفني
قالوا يئِستَ ، فقلتُ الفاء في ألمي
 
قالوا دع ، قلتُ هذا تراب وطني
قالوا ادفع ، قلتُ وحقي مع القومِ
 
فلا تعتبوا إني معذورٌ من الأعرابِ
وغداً سيأتي الصبح كاشفاً للظُّلمِ
 
فما أوسع الأوطانَ ولا منزلاً
والدوابُ ترعى من غير غُرمٍ
 
والأبوابُ سُدت من كل صوبٍ
فإما أحيا بذلٍ أو أموت محتشمِ
 
أبو فراس / عمر الصميدعي
مراجعة الأستاذة / نزهة ابراهيم
6 يوليو 2023
© 2024 - موقع الشعر