مِن أي جيل أيها الأصحابُ؟وبأي أرض أيها الأحبابُ؟خانتكم الأجيالُ ، ما اعترفت بكموقلتكُمُ الأقوامُ والأحسابوتنكرتْ كلُ القبائل والقرىواستبعدتْ قرباكُمُ الأنسابواستغربتْ أوصافكم أصقاعُناواستهجنتْ ما جئتمُ الألبابوتناءتِ البلدانُ أنتم أهلهاوتباعدتْ - بين الورى - الأحقابإني لأعجب مِن تكافل جمعِكموقصيدتي - عن دهشتي - إعرابوأرى الخيالَ بعينه أخبارَكمأو إن مَن يهذي بها كذابوأكادُ أجزمُ أن هذي فريةإذ إنني - في صدقها - مرتابوأشمّ في الأحداث أنّ وقوعهابين الأنام - بدارنا – تلعابهذي المروءة قد مضى أربابُهاوقد انقضتْ لما ارتقى الأربابوالناسُ بين مؤلهٍ دينارَهأو ممسكٍ ، أو باذلٌ فمُعابومَن اتقى تقتيرهم ظفروا بهنيلاً ولعناً ، قلتُ: ما الأسباب؟قالوا: سخيٌ في زمان مُقْترٍكل الألى ضحّوْا وجادوا خابواأما الألى بخِلوا ، فصانوا مالهمإنا نراهم أفلحوا ، وأصابواالشحّ أسمى مِن نوالك رتبةوانظر لمَن طلبَ الفقير أجابواتلقاهُمُ في حالةٍ يُرثى لهاولكل فقر مُدقع أنيابالفقرُ طالَ لحومَهم وثيابَهمما المرءُ إنْ لحمٌ ثوى وثياب؟جاعوا ليَشبعَ غيرُهم يا للأسىوعن الديار وأهلهم قد غابواظمئوا وغيرُهُمُ ارتوى مُتضلعاًوالزادُ فاض ، وبعدُ طف شرابفتحوا البيوت لضيفهم وقريبهمومُرادُهم - عند المليك - ثوابواستيقنوا ردّ الجميل تكلفاًممن خيورَهُمُ جنوا ، وأصابوافإذا هم خذلوا ، وضاع جميلهممن مَعشر فتِحتْ لهم أبوابحتى إذا ملكوا البيوت تكبّرواوتنقصوا ذا المَكرُمات ، وعابواوالبعضُ عايره بسالف حالهأواه إذ يهجو العُقاب غرابوالبعضُ سبّ مُعرّضاً بعيوبهوسلاحُ كل المفلسين سِبابوالبعضُ عاب مُشَهراً بفضولهللطامعين ببرقع وحجابقلتُ: اخسأوا إن المروءة لم تزلْفي الخيّرين ، لها إذن أقطابيهبون مَن طلب المعونة حِسبةفإذا سعى خلف الذين ارتابوافاللهُ يُخلفُ للكِرام عطاءهمفهْو الجوادُ المُكْرِمُ الوَهّاب
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.