أمِن تقاعس أهل الحق تنزعجُ؟
يا أيها القلب كم أودتْ بك اللججُ
قارورة الوهم هذي كيف تسْكُنها؟
أمَا لفجر الهنا يا قلبُ منبلج؟
طال انتظاري له ، والعينُ دامعة
والروحُ - في كربها - تبكي وترتعج
والنفس تشكو إلى الرحمن خالقها
فِدا الحقيقة يا أقوامنا المُهَج
أما الضمير ففي نيران غيْرته
يُحرّق العزمَ - في تأنيبه - الوهَج
أمّا اليراعُ ففي أحزانه أبداً
يبكي - على حاله - التحنانُ والبَهَج
تغرّب الحق ، بات الناس في عمهٍ
وعمّ أهل الدنا التضليلُ والخمَج
وعربدَ الطيشُ في الأرجاء مزدهياً
وللمعاصي كذا قد صَفق الهمَج
والنور ولى ، وعاش القومُ في ظلَم
والباطلُ المُر بالتدمير يندمج
والدارُ جرّدها من هديها خشُبٌ
والحال في أرضها بالله مُعتلج
أنى اتجهت ترى غيداً وأغربة
تؤيّد الهزل ، يسعى نحوها الدلج
وأصبح الحق في الأغلال متهماً
على الجبين لظى ، والقلب مختلج
وعِزة الحق في الأوحال بائدة
ومَن له القتلُ والتصليبُ يبتهج
وزمرة الحق لم نلحظ لها أثراً
يُزغرد الكل ، لكنْ تلك تختلج
طليعة الحق في التسفيه غارقة
تُرَقع الزور ، يُزْكِي نارَها الهوَج
وتدفن الغِل في أعماق غفوتها
ليثأر الكيدُ والتضليلُ والحِجج
توحّد الكفرُ ، لكنْ تلك ما اتحدتْ
لهُ طريقٌ ، وهذي شَجّها العِوَج
وعُصبة الشر في عز وفي ظفر
وعُصبة النور بالخسران تمتزج
وجوقة الزيف في تزييفهم ولجوا
وفرقة الخير مِن أنوارهم خرجوا
وكربُ أهل الخنا - في الناس - منفرجٌ
وكربُ أهل المعالي ليس ينفرج
وصف أهل الهوى - في القوم - متحدٌ
وصف أهل الهُدى - في الناس - يعتلج
مِن أين يأتي الهُدَى نصرٌ وتبصرة؟
وكيف يأتي الرخا والعز والفرج؟
لا يوجد تعليقات.