لا شيء يكسرُ أنفَ المرء كالفقرِحتى يُخلفه في ربقة القهرِويجعلُ الناسَ لا ترضى بشُفعتهوتلتقيه بلفظٍ سيئ مزريويستهينُ به الأهلون أجمعُهمكأنه خاملُ الأوصاف والذكروحُجة الناس أن الفقرَ جَندلهوخصَّه بالأذى والبؤس والضرفعاش منكسرَ الإحساس مبتئساًيئنُ - في الفقر - مِن طورٍ إلى طورلذاك قال (الإمامُ) الفذ قولتهتلك التي نقشتْ مِن قبلُ في السفرالفقرُ لو كان - في هذي الدنا - رجلاًحصدتُ هامته السوداءَ بالبترعليّ جُبت - بهذا القول - عالمَنافليس شيءٌ - يُذِل الناسَ - كالفقرويبلغ الفقر - بين الخلق - ذروتهإن قل أهل العطا والجود والخيرولا أدلّ على ما أدعيه سوىحكايةٍ حار - في أحداثها - فكريأتيتُ للسوق ، والخيراتُ تغمرهوالناسُ حشدٌ يبيعُ ، وفِرقة تشريوالصومُ أمسى على الأبواب يرصدهموالسبتُ يومَ غدٍ بداية الشهروالسوقُ بالناس والتجار مزدحمٌوحالة السوق بين المَدّ والجزروالمالُ في الجيب ، والأسعارُ لافحةوسوف أبتاعُ مهما زيدَ في السعروكنتُ وفرتُ - مِن وظيفتي - حِصصاًوبارك اللهُ ما قيضتُ من ذخرفالحمد لله أعطانا وفضلناله على الفضل كلُ الحمد والشكرلكنّ عيني هنا قد أبصرتْ عجباًولم أحِط بالذي أراه مِن خبرطفلاً ، وأماً تعاني في معيشتهاوتشتكي قسوة الأحوال والعُسرفقلتُ: أسمعُ ما يدورُ بينهماعلّي أساعدُ ، أرجو وافرَ الأجروقدوتي (عمرٌ) فيما أمارسُهونيتي عند ربي عالِم السرقال الصبيّ: أريدُ المَوز ليس سوىوأنتِ يا أم بي خيرُ التي تدريقالت: ألست ترى الغلاء ينهرُنا؟أم أن مثلك لا يُحِس بالنهر؟بدرهم موزة ، أليس ذا سرفاً؟وسوف يسحبنا الإسرافُ للوزرفقال: لو موزة ، أروي بها نهميوأعشقُ العيشَ إما لاكها ثغريفقالتِ: اهدأ ، ولا تُلحَّ ، قلتُ: نعمسأشتري موزة؟ عليك بالصبرثم اشترتْها ، ووفتْ بالذي وعدتْحتى تعالجَ ما بالطفل من ضَيرفراح يأكلها فوراً بقشرتهافقلتُ: ليس يُطاقُ الموز بالقِشرفرُحتُ أنزعُ - للمسكين - قشرتهافقال والدمع في عين الفتى يجريلو كنتَ أبقيتَ - لي - قشراً يُعوّضنيعن أكْل أخرى هنا في حوزة الغيرفسال دمعي - أمام الطفل - مُنحدراًودمعُ قلبي جرى - في التو - كالبحرفقلتُ: أهديك (كرتوناً) أجودُ بهإذا انتظرت ، وأزجيهِ على الفورفقال: أفعلُ ، أهداك المليك غداًمِن الجنان جميل الأكل والخمروعدتُ أحمل (كرتوناً) شقيتُ بهفقلتُ: خذ ، فإذا بهالة البِشروراح يرقصُ مسروراً ومُحتفلاًكأنما الموز أضحى مطمح العمروجُدت بالمال - عند الباب - مُحتسباًفالجود بالمال من صنائع البروذِعتُ سِري لحمل الناس أجمعِهمعلى التخلي عن التقتير والحكر
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.