حسانُ شمسٌ بالقصائد تشرقُفيُضاء مغربُنا بها ، والمشرقُهو نهرُ شعر ، ليس يَنضبُ ماؤهبل بالفضائل دائماً يتدفقلم يَحرم التالين لذة شعرهبل كان - بالفحوى - يفيض ويُغدقأشعاره فاحت أريجاً زاكياًفلكل بيت - في القصيدة - رونقولكل تصوير مباهجُ جمةولكل تشبيهٍ عبيرٌ يعبقلان البيانُ له ، فصاغ رموزهُشعراً قصائدُه حياضٌ دُفقهو رد كيد المشركين بشعرهحتى استكانوا - في النزال - وأطرقواهو زاد عن عِرض النبي ودينهولسانه - في النيل - منهم أذلقودعا النبي له ، فأطلق شعرهناراً تؤز الكافرين ، وتحرقحُمماً من التبيان يُلهب وَهجهاتكوي الذي يهجو النبيَ ، وينعقيتتبعُ الأنساب كي يتحسرواوبكل ما يفري المشاعرَ ينطقويذيقهم مِن ذل ما قد خبأواوله دليلٌ لا يُرَدّ ومَوْثقويعيب أجداداً تُفرّق جمعُهمحين الجلاد ، وقبلُ لم يتفرقواوكلامه فيهم أشدّ من الردىوقلوبهم - مِن كل حرفٍ - تخفِقمازال يُصْليهم ويَدحضُ مكرهموالشعرُ يشكرُ قوله ويُصدِّقفي مسجد المختار كان قريضهدُرراً غدتْ مِن حُسنها تتألقوكأن (حسان) انتقى ألفاظهاوالسامعون - لمَا يقولُ - تشوّقواهو فارسُ الكلمات يُبدعُ نظمَهاوعليه لم تكن الرؤى تستغلَقسبحان مَن رَزق المواهبَ مِنةهذا له - في كل هيجا - فيلقومُكلفٌ رُزِق المكانة في الورىوله مقالٌ - في الأنام - ومنطقومكلفٌ رزقَ الدراهم والمَلافتراه يُمسك تارة ، أو يُنفقومكلفٌ رزقَ العلومَ ، فلم يزلْيدعو الغفاة إلى الهُدى ، ويُحققومكلفٌ رزقَ المزارعَ غضةوالماء - بين ثمارها - يترقرقومكلفٌ رزقَ القبولَ تكرماًوإلى الشفاعة إنه للأسبقومكلفٌ رزقَ الشجاعة في الوغىوفؤاده بلِوا الجهاد معلقومكلفٌ رزق القناعة والرضاإن التشبث - بالمطامع - يوبقومكلفٌ رزق التعفف منهجاًإن التعفف – بالموحد - أليقومكلف رزق الشهامة والمَضافلديه بيتٌ بابُه لا يغلقومكلف رزق القصور أنيقةفي كل صُقع عِزبة أو جوسقومكلف رزق العيال ، لهم هوىًفي قلبه - يسبي النهى - وتشوقومكلف رزق الوظيفه ، فاستمىفي ثوب مختال ، غدا يتأنقومكلف رزق الوسامة والبَهافتحبه (لبنى) ، و(ليلى) تعشقومكلف رزق الثيابَ جميلةمِن سُندس نسجتْ ، عليه استبرقومكلف رزق السدادَ ، فرأيُهعند الخلاف الشمسُ لمّا تشرقومكلف رزق الذكاء موفقاًإن القليل من الذكاء يوفقومكلف آتاه ربي حكمةفتراه فيما ينتوي لا يخفقومكلفٌ مُنح البيان وسيلةتهدي الطريق إذا الدياجي تغسقوالله ربي خصّ حساناً بهالا يُسأل الرزاقُ عما يَرزقحسان أقوى شاعر وطئ الثرىوبرغم مَن يبغي عليه ويحنقهو قد أجاد من القريض فنونههو لم يكن في شعره يتفيهقهو أنشد الأشعارَ وفق بحورهاللخزرجي بكل بحر زورقفي (المدح) لم يكُ في المدائح مثلهوكأنما أمداحُه تتحققمدحَ الملوكَ لذا ترفع شعرُههو لم يكن - في مدحه - يتملقفي (الفخر) كل الناس تعرفُ فخرههو لم يكن - في فخره - يسترزقلكنه فخرٌ بشِرعة ربهليغيظ مَن سبوا النبي ولفقواوأجاد ترجيع (الرثاء) بنبرةٍملتاعةٍ تشجي الفؤادَ ، وتشفقوأجاد ترجيع (الهجاء) لمُغرضيهجو النبيَ بعزمةٍ تتحرقوأجاد في (الوصف) الذي يحلو لهإن كان يُثبت ما يرى ويُوثقورأيتُ (خنساء) الحنيفة آيةترتاد أفق الشعر ، ثم تحلقبلغتْ سماءً في القريض عليّةبقصائدٍ في كل حين تسمُقلكنْ لحسان عليها رُتبةإذ رَدعُها الكفارَ ردعٌ ضيقرغم المآخذ أصدرتها ما اعتلتْكالخزرجيّ جوادَ شِعر يسبقأما (ابن ذبيان) فليس بحجةوجميعُ ما قد قال عنها شيقفليلزم الأصنامَ إذ هو عبدُهاوكلامُه عنها أدقُ وأعمقوالعذرُ ملتمسٌ له في حُكمهفلربما ألقاه ليس يدققولربما (حسان) كال مديحَهيُطري الملوك فكافأوه ، وأغدقواولربما لو كان أنصت للذييتلوه (حسانُ) الهدى ، ويصدقلتغيرتْ آراؤه وثناؤهإذ مات قبل نبينا فيمن شقوالم يستمع (حسان) بعد هدايةٍأضحى بفضل صلاحها يتألقحسان أشعرُ مَن علمتُ ، وربنامهما هجاه مخرفٌ متحذلقوأبو بصير دونه بمراحلمهما تخرّصَ أرذلٌ متفيهقإن لم يكن شِعري يُبلغني الهديلعبادة الرب الذي هو يخلقما قِيمة الأشعار أنشدها إذنإن كنتُ - في الأخرى - بنار أحرق؟
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.