أنين الوشاح - أحمد علي سليمان

تعالى بدرب النفاق الصياحْ
وشجّ الأصيلَ هزيمُ الرياحْ

وعرقل سيرَ الضياء الهوى
وحطم زيفُ الرياء الصباح

ولم تضع الحرب أوزارها
وأدمى الحنيفة نزفُ الجراح

وعبر الدُّجُنّ استبيحَ الهُدى
وأعلنتِ المُوبقاتُ الفِساح

وعاشت على لحمنا أكلبٌ
تسعّر في الخافقين النباح

وعمَّت رحابَ الحمى فتنة
تبيد الجميع كحرب رَدَاح

وقد بُح صوتي ، ولا منصتٌ
وما كنت قبلُ أعاني البَحاح

وقوميَ ما بين مستهتر
بئيس ينوح عليه النواح

وآخر تحت أديم الثرى
وثالثهم دمُه مُستباح

وأخرى كموقوذةٍ تشتكي
وتلطِم حاضرها بالصياح

وأخرى تردّتْ على أمسها
وقد كان عذباً كماءٍ قراح

وأخرى نطيحة إعراضها
وتضرب في التيه عبر البطاح

وأخرى تنوح على حالها
وقد أكل السبْعُ منها الجناح

وأخرى على نصُب ذبِّحتْ
وماتت بغير دم أو سلاح

وأما الإباءُ فسُقيا له
يئن على ناظريه الوشاح

ويذبل في شفتيه الجوى
وليس الذي يبتغي بالمُتاح

ويقتلهُ في السراب النوى
يئن ويشكو ، ولا مُستراح

رجالاته في دجى القهقرى
وقد أمعنوا في الهموم القِباح

ألا يا فضائل: لا ترحلي
فأنتِ السراجُ بليل الكفاح

وأنتِ العطاءُ ، وأنت السنا
وأنت المضاءُ ، وأنت الفلاح

وأنت الرجالُ ، وأنت النسا
إذا ساد (عُزى) وسادت سَجاج

وأنت العزيمة والمرتقى
إذا رحل العزمُ كنتِ النجاح

وربكِ فوق الأذى والورى
وصبرُك يوماً سيغدو الرماح

© 2024 - موقع الشعر