حيّ القضاءَ ، وأوْلِهِ التكريماإن كان حقاً ينصر المظلوماوامنحه من أرج الشرافة جانباًإما تورّع أن يكون ظلوماواجعله في أوج الكرامة شامخاًإن أحسن الأحكام والتحكيماوأنِلْهُ أمداحاً تروقُ لسامعإن حكّم الشرع الحنيف قويماواخلع عليه من المهابة والبهاما يستحق ، وضاعفِ التكريماإن القضاء إذا تنزه واستمىمنح البلادَ حضارة ونعيماوأضاء هذا الكونَ نورُ عدالةٍوغدا قضاة العدل فيه نجوماوحبا العِبادَ حقوقهم وأمانهموأزال عن دنيا الأنام غموماولأنصفَ القوم استبيحتْ دُورُهموعليهمُ صَبّ الطغاة حميماولئن نسيتُ ، فلستُ أنسى قاضياًكفل الضعيفَ ، وأبهج المغموماوهناك في (حلوانَ) كان نضالهوكفاحه ، أعني (الشريف) هشيماشهدته تسعينات قرن قد مضىإذ كان في ساح القضاء حكيمامستلهماً أدب التحاكم والقضالما يكنْ متفرعناً مذموماحتى محاموه ارتأوا فيه المضاوالحزمَ والإشفاق والتصميماوالمذنبون يرون رحمة حكمهإذ كان حقاً – بالجُناة - رحيماولقد يؤدي عن مَدين دَيْنهإن (الشريف) البر عاش كريماأسمعت عن قاض يجود بمالهحتى يبرّئ غارماً مكظوما؟أسمعت عن قاض يلاطف جانياًكيلا يوبخ منذراً ويلوما؟هذا هو القاضي (الشريف) ، خِلالهمشهورة ، والصيتُ بات عظيماحتى أتى دَور التي ما سددتْدَيْناً ، وأصبح قلبها مكلوماوأتت إلى القاضي (الشريف) طليقةوالدمعُ أصبح هاطلاً مسجومالا قيدَ ، لا قفصاً ، ولكنْ حسرةفي القلب ، ليس مصيرها معلوماو(شريفنا) نادى عليها مُكْبراًلمّا رأى – في المُقلتين - همومالمَ لمْ تؤد الدَّيْن يا ست النسا؟هي سبعة الآلاف ، لستُ مَلوما!لكنه حقٌ يُرد لأهلهأترين قولي واضحاً مفهوما؟أم أشكلتْ جُملٌ عليكِ أعيدُها؟هل تقبلين – لدَينكِ – التسليما؟قالت: وربي الدَينُ ألفٌ واحدٌأنا لستُ أملك منه لو مِليما!قال: اصدُقيني عن حياتكِ كلهاوتكلمي عما جرى تكليمافالكل منتصتٌ لكل كُليمةٍوتخيري لفظاً يكون سليماوعليكِ بالصدق الذي هو حُجةوتجنبي قولاً نراه سقيماقالت: وربي أرملٌ ومُعيلةفي عالم أمسى عليّ غسيماأما بُنياتي الثلاث فعُدتيفي العيش ، لولاهن صار أليماوأعيشُ يكلؤني نوالُ المحسنين جميعِهم ، مَن أطعموا المحروماهذا تكفل بالدوا وغطائناوسواه ساق الشربَ والمطعوماوالحال أشكوه لخالقنا الذيهو بالذي ألقاه كان عليمافأجابها القاضي: سيُفرجها الذيخلق الأنامَ ، وأوجد المعدوماوعلى المنصة شد منديلاً يُرىللناظرين مقسّماً تقسيماوعليه خمس من مئاتٍ ترتجيمنهم مزيداً يُكْملُ المرقوماوتكفل القاضي بمدح رفاقهوالحاضرين مُقيّماً تقييماويقول: أنتم أهل فضل في الورىوأقول ذلك قاصداً تعميماإني أراكم أهل كل مروءةٍها قدّموا معروفكم تقديمافتحمّس الجمهور يُبدي جودهأمسى الجواب محبباً ومَرومافإذا بآلافٍ ثمانية علىمنديل قاضينا تصد خصوماوإذا محامية الموكّل صرّحتْبحقيقة الدين المثير قصومامن أنه خمسٌ مئاتٌ لا سوىفأسرتِ التحكيم والمحكومافتناولت خمساً مئاتٍ ، وانزوتْوأتى كلامٌ ليس بعدُ بهيمامن أن ما يبقى لمن هي سُربلتْحتى تُربِّيَ مُعدماً ويتيمافاستبشروا خيراً ، وهلل جمعُهموالبعضُ عظمَ ما يرى تعظيماوأنا كتبتُ الشكر شعراً بيناًكيلا يكون من الكرام عقيماأكبرتُ ما فعل (الشريفُ) بحُرمةٍعدمتْ عطوفاً في القضاء رحيماحتى إذا برز (الشريفُ) استبشرتْخيراً يزيل عن الضعاف جحيمابك يا (هشامُ) تشرفت أنشودةورأيت شعري طيباً مكروماأعطيت درساً للقضاة مدعماًبأدلةٍ تدع الجهولَ عليماويلٌ لقاضي الأرض من قاضي السماإن كان ليس يُناصرُ المظلوما!
عناوين مشابه
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.