أبشر بالزلفى! أبارك للمطرب زلفى توبته! - أحمد علي سليمان

أسعدِ العمرُ ، فالبلايا تولتْ
إنما النفس بالمعالي تحلتْ

إيه (يا زلفى) عيشُك اليوم أرقى
والرزايا - عن الفؤاد - تنحَّت

والحياة بطاعة الله أبقى
من حياةٍ فيها المعاصي استبدت

والتسامي في عالم الطهر أحلى
من تردٍ من كل طهر تفلت

والتحلي بالخير في الناس أسمى
من تدنٍ فيه الضياعُ مبيَّت

والغناءُ أس الخنا والدنايا
والأغاني بالمُوبقات أقرت

روّجوها ، والجيلُ فيها غريقٌ
والذي لا يهوى الغنا مُتعنت

وهواة الإيقاع عُصبة شر
بالأغاني والمُعجبين استعزت

دندنت في الأصقاع شرقاً وغرباً
وبأجنادٍ الفاسقين تقوَّت

إيه (يا زلفى) ، أبشرْ بعيش سعيدٍ
وحياةٍ عما يشين استقلت

لم تكن منا يوم كنت تغني
فإذا بالغناء يخبو ويخفت

وإذا بالشحرور يَعزف لحناً
من جميع الألحان أحلى وأنكت

وإذا بالكورال يمضي بعيداً
يشحذ السوآى ، والعداءَ يُبيِّت

لم يعد يستهويه لحنُ التسامي
عن دنايا من الحياء تعرّت

مستسيغاً ما في الخنا من تردٍّ
والنفوسُ بكل طاغ تأسّت

هبطتْ مِن علياءِ سَمْتٍ كريم
لطباع منها السجايا اشمأزت

ولذا (زلفى) قد تأبى عليهم
ثم أمسي يدعو المليك ، ويقنت

ورمى آلاتِ الملاهي بعيداً
ثم أضحى يهجو الغناء ، ويَمقت

عِبرة هذي ، بل ودرسٌ جليلٌ
مِن سناه كلُ الأغاريد تنبت

فعسى المولى أن يتوب على من
نفسه عن قبح الغناء تخلّت

إن نفساً لم تطرح القبحَ أرضاً
بل أراها على المليك تألت

لا تساوي إشفاق قلب عليها
أو أيادٍ على الضلال تربّت

ونفوسُ الأبرار مهما تمادت
فلها عَودٌ – للمحامد - مُخْبت

واتباعٌ للحق دون انحرافٍ
والتزامٌ يخزي العدو ، ويَكبت

واحترامٌ للشرع يُشجي قلوباً
لم تكابر ، وما عليه تأبّت

تدرك النفسُ بالرشاد المعالي
والتمادي في الغي يُشقي ويُعْنِت

ومطيعُ النفس الدنيئة يحيا
في انحطاطِ المستهزء المتفلت

رب جنبنا كل غِر رقيع
إنْ رأى عُريَ القانيات تلفت

© 2024 - موقع الشعر