أوطان العروبة

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الوطنيات، 32، آخر تحديث

أوطان العروبة - عمر صميدع مزيد

أنادي للحرية والشعوب تناديها
أوطاننا ضعفت فمن ذا يُداويها
 
فحسبي من الكلمات حين أُلقيها
وحسبي على الله فيمن يُعاديها
 
أوطان العروبة هي كل أوطاني
هدية المنَّان للأُمة وهو هاديها
 
في القدس العتيقة صروف الدهر
منذ عصور الرُّسل حتى تراقيها
 
تجري دماء الشُّهداء كالأنهار فيها
وتبكي الأعين على حجم مآسيها
 
فدائي يا أرضي يا أرض الجدود
فلسطين داري وثاري وربٌّ يُراعيها
 
وفي السعودية مسقط رأسي فيها
لو ذكرتها بحسن النُّظم لن أُوفيها
 
شامخةٌ كالنَّخل تدرُّ أشهى الثَّمر
حامية الحرمين والرَّحمان حاميها
 
كم هدَّت من المعاول لتبقى قائمةً
وكم أذلَّت الطامعين حول نواحيها
 
ترابي من تُرابها وتراب أبائي فيها
وأنا وأبنائي قد ربينا في روابيها
 
وفي دول الخليج صرحاً شامخاً
ونهضةٌ تعلو مناراتٍ لا تندَّك أعاليها
 
وشريعتها الإسلام كالطود راسخةٌ
وعطاءاتٌ تُحصِّنها من كل أعاديها
 
وفي سبإٍ نبأٌّ ببداية النَّسل العربي
لتنتهي بنارٍ وقتلٍ وأوجاعٍ تُرديها
 
وفي العريقة بلاد الرافدين بلابلٌ
في النَّحو والصَّرف وأُصول معانيها
 
فاغتالوا أخوات كان وكاد وإنَّ ، حتى
تركوها خانقةً في أحلام ماضيها
 
وفي الشام رفيف الأماني وخفق الفؤاد
ومن دم كل شهيدٍ أبت أن تُذلَّ أمانيها
 
وفي أردن الهاشمي أحفاد جد النبي
ملكٌ يرمي الخطوب بحنكةٍ لا يُخطيها
 
وعصفورة لبنان غنَّت الأرض لكم
فاخلعوا قيدكم قبل لذغة أفاعيها
 
وفي مصر العروبة خمس آياتٍ
ذكرها الرَّحمان في كتابه كي يُزكِّيها
 
قد أظلَّها الله وأحاطها بأجنحةٍ
فمن دخلها كان آمناً في أراضيها
 
وفي الجزائر رجال حقٍ وعزمتهم
كرمٌ فلا تدري ديارك من دياريها
 
وفي مغرب الأحرار ومشرق الأنوار
مملكةٌ زان فيها العدل كل مغانيها
 
وفي تونس شاعر الخضراء وعزّها
كم ملأ جوانبها عزَّةً ولا عزَّ يُدانيها
 
فقال إني أنا النَّاي الذي لا تنتهي أنغامه
ما دام في الأحياء من يُحييها
 
وفي ليبيا لا رعى الله يداً تمتدُّ لها
إِسلَمي فالمختار أفنى عمره يفديها
 
وعند أبناء السودان طهارة الروح
سمر الوجوه بيض القلوب تُؤاخيها
 
وفي موريتانيا الكرام ربيع الوئام
وحصنهم كتابٌ لن يضاموا مواليها
 
وفي جزر القمر والصومال وجيبوتي
بشاشة أهلها تُرضي الأنفس وتُواسيها
 
شرفٌ ذكر الأوطان في حواضرها
وأنا الجاهل في القلم عن بواديها
 
فذكر الأوطان فيه مقامٌ لا يُطاوله
ذكر المحب الذي قد بات يُطريها
 
والكل يرجوا الحقَّ يعلو ويرفع
عن كاهل الشعوب أثقالاً تُعانيها
 
أدعو الله أن يحفظ كل الأوطان
ويحرسها بجنودٍ من عنده ويحميها
 
بقلم :
أبوفراس ✓ عمر الصميدعي
مراجعة :
الأستاذة الفاضلة
نزهة إبراهيم عبدالرحمن
23-8-2021
© 2024 - موقع الشعر