العصفورُ مساءًالعصفورُ مساءً ليسَ كماهوَ في الفجرِفي الفجرِكأنَّ الدنيا كلَّ الدنياملكٌ لهأنّي شاءَ يحطُّأنّى يلقى ورداً عَبِقا يسكرُفيهويراقصه في خفقة جنحيهومنقارهلن تلمسَ أرجلُهُ الأغصانَلئَلا توخزُهُ فيه دبابيسُهُهو حرٌ فيما يختارُحرٌّ فوقَ الغصنِ الزيتونيحرٌ عندَ ضفافِ الانهارحرٌ في أنْ يتخيَّرَ وِجهتَهُحرٌّ في أن يتخيَّرَ عصفورتهأنّى شاءَ وأينَ يحبُّوإذا طلبَ غصينٌ يتدلّى بالتينِيشَنّفُ منه السمعَ بتغريدٍلا يَتردَّدُ تسبيحا اللهوإذا عاتبهُ النعناعُ المفروشُوناداهُينطُّ إليهِ ويمازحُهُ في منقارِههو يعشقُهُيعشقُ تربتَهُ المغموسةَ بالماءيحبُّ الأحياءَ جميعاًلكنْ حَذِرٌ من جَوْرِ الأحياءلا يكرهُ عصفوراً آخرَمهما كانَ الجنسُ وكان اللونُأو الأصلُالعصفورُ مساءً ليسَكما هوَ في الفجرِبطيءٌ في القفزِ كسولٌينظرُ للارضِ كسيحاًوكأنَّ لديهِ حديثاً يحكيهِ لهاعمّا سوفَ يلاقي في الظلمةِمن أحزانوهنالكَ في القربِالعصفورةُ تأتيهِ وتواسيهِوتلامسُ بالريشِ قوادمَه وتُنقِّرُفي صدرِهوحينَ يهمُّ تبادلُهُ القُبْلةتلوَ القُبلةِخلفَ الأغصانِوراءَ الأوراقِعلى الاسلاكِلا تَتَركُهُ يغرقُ في الحزنِوحيداً منفوشَ الريشِبقربِ مناماتِهيتَلفَّتُ غرباً وشمالاًينشدُ آخرَ فُسْحةِ ضوءٍيَتطلَّعُ فيها نحوَ الألوانِالمتفاوتةِ الخضرةِفي الأشجارثم يعودُ إلى مأمنِهِأعلى الأغصاند. محفوظ فرج
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.