أصل الحكاية

لـ لطفي القسمي، ، في العتب والفراق، 11، آخر تحديث

أصل الحكاية - لطفي القسمي

اليوم لم أحضر
حيث حضرتي
ولم أكن
حيث كُنتِ
ولم أفطر
بما فطرتي
ولا شممت عطرك
ولا لمست نسيمك
ولا لمحت شفتيك
وهي تقبل الطعام
ولا سرقت نظرة إلى عينيك
ولا تحاشيت رؤية عينيك
وهي تسرق نظرة مني
لم أحضر
أو لم يحضر جسدي
لكن روحي حضرت رغما عني
وغارت عليك من كل شيء
حتى من كوب الشاي
وهو يقبل شفتيك
حتى من أعين الناس
وهي تشتهي خديك
ومن الشمس
وهي تلمس نهديك
لكن رغم شوقي لرؤية وجنتك
لم أحضر
وحاصرني فؤادي في قفص روحي
معلنا الحرب على جنوني
ف جنوني سبب عذاب فؤادي
لأنى لا أنساك
ولا أتذكر غيرك
ربما أنا أتعمد تذكرك
لكي أعيش لحظة الجنون مرة أخرى
لكنني أعترف لك
ولقلبي
يؤلمني تذكرك
فاهرب إلى النوم
ففي النوم أموت
وعندما أموت في منامي
تموت صورتك في خيالي
وأتخلص ولو مؤقتا
من عذاب شجونك
كم من الوقت مضى
منذ خفق قلبي لأول حضورك
لست أدري
ولا أنت تدرين
ولا من حولي يدري
لكن
لدي ما يكفي من الوقت
ليستمر قلبي في تأليف القصائد باسمك
خذني أيها الشوق ولو قصرا
إلى حدائق قلبها
لعلني أغرس بذرة واحدة من اللازورد
اسقيها بدماء العاطفة
لتنمو في قلبها
معلنة عن ولادة حبها لي
خذني أيها التاريخ
إلى صفحاتها البيضاء
لعلي أسطر تاريخا باسمي في صفحاتها
خذيني أيتها الأسطورة إلى حلمها
لعلي أصير هرقل الساكن في غار عقلها
سأسير في درب حبها
لعلني أصل إلى شاطئ بحرها
لأبحر رحلة حانون الثانية
حول سواحلها
متاجرا مع مشاعرها
تجارة صامتة صادقة
لكنها بالحب ناطقة
خذني أيها المستحيل إلى مستحيلها
لنكسر معا القاعدة
معلنين معا ولادة الممكن
الممكن هو أن تصير لي
حتى وإن كانت مقدرة لغيري
© 2024 - موقع الشعر