عتبي

لـ امين الكحيلي ابو الياس، ، في العتب والفراق، 14، آخر تحديث

عتبي - امين الكحيلي ابو الياس

عتبي على حَملِ الهمومِ وأعتبُ
والدهرُ كيفَ نلومهُ أو نعتبُ

كلُ الجراحِ تئنُ فوقَ أنينُها
والقلبُ مما ضاق منهُ مُعذب

مُدت يدي بالجودِ فوقَ بِساطهم
أمضي على صبرِ المكارهِ أتعبُ

قد بُحَ صوتي والفؤادُ بهِ لظى
نُكرانُهم جرحٌ يُضافُ ويُكتَبُ

ما كنتُ أرجو بالتقربِ مكسبا
غيرَ التآلفِ بالقلوب محببُ

لكنني والعمرُ يكشِفُ ما أرى
بعضُ الخسارةِ في الخلائقِ مكسبُ

قد صرتُ أعجبُ من طبيعةِ حالِهم
والدهرُ كافٍ و الخلائِقُ أعجبُ

كلُ اللذينَ لِحاجةٍ كانوا هُنا
ذهبوا الى حيثُ الحوائجِ تذهبُ

من كانَ لا خيرٌ بهِ أسفي على
أصلٍ تربَّعَ بالشهامةِ مذهبُ

يامن معَ الأيامِ كانَ لهم صدى
قد كُنتُ أحسبُ للشدائدِ مَحسبُ

وجعلتُ من قلبي المكانَ مؤهلاً
كل لهُ.. فيهِ المكانةِ ..أقربُ

ذهب الوفاءُ مع الزمانِ كعُمرِنا
والكلبُ أوفى في زمانٍ أجربُ

أدركتُ أنَّ الدرسَ أبلغَ واعضٍ
والعمرُ درسٌ والسنينُ مخالِبُ

من كانَ يُسنِدُ بالشقاءِ جوانبي
كانت لهُ الكَتِفينِ درعاً يَغلبُ

والوقتُ ماضٍ والحياةُ مآلها
تحتَ الترابِ مآلنا لا مهربُ

نهجُ المرؤةِ بالمحاسنِ ذِكرُها
مهما تَقلَّبَ بالزمانِ تقلُّبُ

قد كُنتُ أَبذِلُ بالمحبةِ خافقي
إخلاص قلبٍ لا يَمنُّ ويَكذبُ

يا من تذوقَ من تعاسةِ مُنهكٍ
طعمُ السعادةِ كانَ جُرحاً أصعبُ

لو كُنتُ أُدركُ ما تُكِنُ قُلوبُهم
ما كانَ في قلبي الأسى يتقلبُ

ضَهرتْ حقائقُ مَن نراهم ظِلُنا
والحبُ لِلأَوغادِ مالٌ سَيِّبُ

عارٌ على تلكَ الوجوهِ مَقامُها
لا باركَ الرَّحمنُ فِيمنْ أخطبُ

كلمات أمين الكحيلي
أبو الياس

© 2024 - موقع الشعر