لا تنسى

لـ محفوظ فرج، ، في الغزل والوصف

لا تنسى - محفوظ فرج

لا تُنْسى
 
لا تُنْسى كلُّ عبارة
قالتها قيثارة :
يا لَلروعةِ
يا لَجمالِ قوافيكَ
لا تُنسى حينَ امتدَّتْ يدُها
دَقَّتْ بابَ القاعةِ
وأنا منشغلٌ في تحليلِ (أراكَ عَصِيَّ الدمعِ)
التَفَتَ القلبُ إليها
في طرفِ العينِ
فأبهَرَني الوجهُ النورانيُّ
اقتربتْ منّي
حينَ ذهبتُ إليها
قالتْ : ( يَسْتاذ )اعذرني
أخَّرني عطلُ السيارةِ
في مُنحَدَرِ الجبلِ الأخضر
قلتُ لنفسي : القاعةُ قلبي
هيّا
لا تُنْسى أبداً يومَ تلاقينا
في حلبٍ في كوجاك
قبيلَ مجيءِ غزاةِ مغولٍ عاثوا
في الأرضِ فسادا
قلتِ : تعالَ نزورُ الشهباءَ
أمسكتِ بكفي
ثم همستِ :
أنا أعرفُ حلباً بشوارعِها
والأسواق
وجوامِعِها
دعنا نصرفْ عنّا دائرةَ الأحزان
بباحاتِ مساجدِها الغَنّاء
ونقطفُ من أورادِ التوحيدِ
حديثاً نورانيّا
وعبيراً يسمو في روحينا
فوقَ قوافٍ أطلقَها المجنونُ
إلى ليلى
قلتُ : أنا أتذكَّرُ قبلَ ثلاثِ سنينٍ
ساورَني قلبي أن أسمعَ نغمةَ صوتِكِ
منذُ تسلّل رجعٌ منهُ
بدورةِ أذني الموسيقية
حينَ جلسنا كتفاً كتفاً
في درسِ (الدكتور محمد باقر شَوّايْ )
وقرأتِ سطوراً
من صفحاتِ ( لباب الآداب )
غطّاني إلهامٌ وجرى في أشعاري
سيلٌ منه
حكى الكلماتِ المعسولةِ فيه
كما البسر البرحيّ البصريّ إذا
طَعَنَتْهُ الحرقةُ في آب
قال الدكتورُ : أعيدي الجملةَ
بالحركاتِ المضبوطةِ بالشكل
فتَعَثَّرْتِ .....
وَبَثَّ تَوَرُّدُ خديكِ عبيراً
أوقعَني في حُبِّكِ
منذُ تَوَغُّلِهِ في أعماقي
والآن لنا أن نطويَ
كلَّ مسافاتِ الدنيا
وتكونُ مسافةُ دجلة
في كلِّ روافدِها منتجعاً نقطنُ فيهِ
لِنُوقِظَ حاضرَنا من غفوتِهِ
 
د. محفوظ فرج
٤ / آب / ٢٠٢٠م
١٤ / ذوالحجة / ١٤٤١ه
© 2024 - موقع الشعر