تكفيني هُمومٌ قد أنهكت قلبي

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الحكمه والنصح، 44، آخر تحديث

تكفيني هُمومٌ قد أنهكت قلبي - عمر صميدع مزيد

تكفيني هُمومٌ قد أنهكت قلبي
وسأحيا الحياة ببهجةِ الطربِ
 
كنتُ كالغمزةِ في وجنةِ الخدِّ
أُسرُّ النَّاس من عابسٍ مُكتئبِ
 
كنتُ كمُسافرٍ في دروبِ الحُبِّ
ونارُ الوجدانِ تُلهِبُ كل دربي
 
كنتُ كمُحاربٍ لا سيفاً في يدهِ
والنَّاسُ الهيجاءُ تُقاتلُ بلا سببِ
 
كنتُ كقُبطانِ السُّفن في البحرِ
تُلاطِمُني الأمواج من كل صوبِ
 
حتى مددتُ عينايا للأفقِ بعيداً
فتحسَّرتُ من غفلةِ العقلِ بالذَّنبِ
 
تاهت أُمنياتي في تُرهاتِ الأحلامِ
فزادت مُعاناتي من ظُلُماتِ الحجُبِ
 
أغضبتُ نفسي من غير ما سببٍ
حتى احتدَّت روحي من الغضبِ
 
فطُعِنتُ من الحميمِ قبل الغريمِ
وصارت سِمامهُم تسري في العصبِ
 
فبتُ أحبسُ أنفاسي عن حقارتِهم
حتى لا تُصلى النَّارُ مع الحطبِ
 
فالمرءُ بلا خلاقٍ لا قيمة لهُ
ولا ينفع مالهُ ولا حتى اللقبِ
 
فمن قال أن أبا جهلٍ قد ماتَ
بل عاش ابن الجهل فينا وابن اللهبِ
 
فلو عرفتم ما عاقباتُ الجهلِ
لما تنازعتم على تفاهاتهِ بالحربِ
 
قومٌ يبتلِعونَ الثَّمرَ من غير أسى
وقومٌ يُعانونَ من الجوعِ والتَّعبِ
 
قومٌ ما افلحوا بشيءٍ غير القولِ
وقومٌ قولهُمُ الفِعلُ وفِعلهُم كالذَّهبِ
 
قومٌ ينفروا بغياً من نُبلِ العُربِ
وقومٌ وجوهُهُم كالشمسِ لم تغِبِ
 
لولاهُم لما ظلَّ في الأرضِ عدلٌ
ولهُم عند اللهِ أعالي الرُّتبِ
 
القلبُ يهواهُم ولا يأبى غيرهُم
والعينُ تأواهُم كالرَّقشِ في الكتُبِ
 
فإن بَدا خطُّ الشِّعرِ على السَّطرِ
فأصلُ الشَّاعرِ من أنبلِ النُّجبِ
 
وشأنُ الشَّاعرِ لن يعلو في الأفُقِ
إلا إذا جاءت مُعجزةٌ من العجَبِ
 
أبوفراس / عمر الصميدعي
مراجعة الأستاذة :
نزهة ابراهيم عبدالرحمٰن
10 يناير 2021
© 2024 - موقع الشعر