دماء دمشق

لـ لطفي القسمي، ، في الرثاء، 14، آخر تحديث

دماء دمشق - لطفي القسمي

دمه اختلط بدم الموتى
الدم طعمه كالصدأ
جملة قالها سوري
وهو مغطى بالجثث
في دمشق التاريخ
اغتصب التاريخ
ودمر منبر معاوية
وسقطت أسوار المدينة
وأبيحت العاصمة الأموية
للسوفيات
وجنود الطاغية
وتعالت صرخات النساء
واستغاثت المغتصبات
ولبى الصدى النداء
ليس في المدينة فارس
صلاح الدين في القبر
وفرسانه بجوار الضريح
فهل يغيث الموتى الأحياء
الكنائس نكس صليبها
وتجمدت أجراسها
وعطلت ترانيمها
المسيح لم يحن وقت نزوله بعد
وسفينة نوح لو أعيد بناؤها
لأبحرت في أمواج الدماء
حاملة ما تبقى من إنسانية الإنسان
صوت الآذان يذوي من المسجد الأموي
فقيه يؤذن قبل الوقت
معلنا صلاة الجنازات
دموع النساء تغسل دماء الشهداء
جنود الطغيان تحيط المكان
معلنة دمشق عاصمة للشيطان
وعلى عرش المدينة المنكوبة
جلس زعيم الطغاة
معلنا نصره على الإنسانية
معلنا أن دمشق الحضارة
تغير اسمها إلى دمشق المقبرة
© 2024 - موقع الشعر