في مقدمة جبال الريف العريقتقع بلدة جميلةذكرها ابن خلدونصاحب كتاب المقدمةوأتمنى أن تبتعد قريتيالغاضبة اليوم عن المؤخرةهي بلدة سكنها قديملالموريون واللكسيسيونوعرج عليها الكنعانيونوالمورسكيون سكنوهابعد سقوط قرطبة الفانيةتقع بين مدينتين شريفتينالأولى بنت قلعة حصينةوالثانية أمست دار الضمانة الحزينةسكانها من سوس رحلوا عنها قديماولكنهم عادوا سريعا اليوملأخذ الغنيمة المحظيةسكانها الغزاويينينطقون كلمات أمازيغية منسيةلكنهم يجهلون معناها بغرابةومن سم أرضهم بأسماء أمازيغية؟أسردون وأغبالووتارية كلمات ينطقونهاوهم عن معناها ساهونلكنهم بمحبة سكنوا الجنة المخفيةبين الجبال والأحراش البريةحتى المستعمر الغازيتسابق على الارض الغزاوية المخفيةوقسمها الى قسمين الاولى عالية اسبانيةوالثانية جعل منها أرض سفلية فرنسيةمقريصات هي الارض السفليةغصبا صارت فرنسيةلكن روح الامازيغي الحرجعل منها أرض مستقلة عربيةبأسماء أغلبها أمازيغيةمقريصات أنجبت الابطالوصارت عند الحكام منسيةلمس الحسن الأول ترابهاوشرب من مائها شربة مرويةقرية مقريصات الجميلة في مضىأصبحت اليوم كأصل اسمها عقدة مرميةعقدة في كيفية تنمية أراضيهاوإحياء جمالها المفقودوإرجاع البركة الهاربةمن حياة سكانها لأسبابصارت واضحة للعيان غير مخفيةأتذكر الحياة البسيطة الجميلةونهار الصيف الطويلوبرد الشتاء والشمعةوالوجبة الحلال الكريمةالمباركة من خالقهاللمعدة مشبعة شافيةأتذكر حقول الحبوب الغنيةوالأشجار المثمرةوسحر البرية الغنيةأتذكر الورود الزكيةوالبسمة على الوجوه المرضيةاللابسة لباس القناعةولحب الخير سباقةوتقديم العون مبليةأتذكر حبي لفصل المنجل والطرابقورجال ونساء توازةولتلك الاغنية النسويةالتي تغنيها النساء بصوت عذب حلوداخل الحقول الغنية الزهيةأتذكر متعة ذهابيفي البرق والأمطار الغزيرةإلى المدرسة الصانعة من الحرف كلمة قويةمدرسة غزاوات في قلب مقريصاتكم كانت طريقها البعيدةشيقة وشاقة عليوباردة تارة وحارة تارةكم تدفأنا مع الاصدقاءعلى نار المعامرةتلك ذكرياتنا عن مقريصات الغزاويةعندما كانت في قناعتنا فردوس بهيةاليوم مقريصات تراها بؤبؤ العينشاحبة وعنا أضحت غريبةتحولت أرضها من جنة خضراءالى أرض سوداء جرداءبنبتة دخيلة صارت مبليةنهار اليوم أضحى كنهار الغدوالغد أمسى كيوم غدكل شيء بلا طعمكل شيء أصبح مملابالأرض القديمة الكئيبة الغريبةهربت البركة من رزق الناسوفقد الزمن مذاقه بأرض الاجدادوتلاشت القناعة بالقليلوحتى الورود الزكيةغدت اليوم بلا رائحة ولا طعموكأنها فقدت رغبتهافي تعطير الحياة البئيسةفهي تعلم بأن الحرام أمسى حلالاوالحلال أمسى حراماوالنور أمسى ظلمةلكن لماذا نلوم القريةفمقريصات هي مقريصاتالقديمة والجديدةالأرض لا تتغيرلكن سكانها غيروها بلحظةمقريصات مازالت جميلة بهيةلكن بنو هلال الفاسدونشوهوا الجنة بلمسة جهنميةوأزالوا البركة عنهاوحولوا اللؤلؤة الى جمرةفالأرض جميلة بسكانها تصيروتصير قبيحة بسجانها و لئيمةلو عاد المخلوق ذو الرجلين الى أصلهوروحه القنوعة القديمةستعود تمقريصت الامازيغيةالى عاداتها القديمة الجميلةو ستحمل مجددا تاج الملكة السعيدةوستنفض عن ظهرها الغبارولن تبقى الأميرة مريضةنحن العلة وليست مقريصاتفلماذا نلوم الارض الطاهرة الكريمةإذا لم نجد الداء لسقمنا الكريهفلن تعود حلاوة العيشالى أرضنا العريقةنحن نعيش في الالفية الثالثةومقريصات في عقولنا ضائعةعندما نعتزم الخروج للبحث عنهاستعود إلينا جنتنا الغاضبةلتوبخنا قائلة كيف أهملتمونيوعشتم في رفاهيتكم المريضة الزائفةكيف نسيتم الحب والخير والغيرةوروح التعاون والمحبة الدائمةعودوا الى أصلكم الطيبوعندها ستجدونني كما كنتأرض مباركة صامدة طاهرة
عناوين مشابه
أحدث إضافات الديوان
إضافة تعليق - (( user.name )) - خروج
ادارة موقع الشعر (( comment.message.user.name )) (( comment.message.user.name ))
(( comment.message.text ))
لا يوجد تعليقات.