أنا الشهيدة رقم مليون

لـ لطفي القسمي، ، في غير مصنف، 41، آخر تحديث

أنا الشهيدة رقم مليون - لطفي القسمي

أنا الشهيدة
رقم مليون
أو يزيدون
عمري
في عمر الزهور
وعمر بلدي
ألفي سنة
قبل أن يؤرخون
أنا شهيدة فلسطين
شهيدة في سن الياسمين
ضحيت بنفسي لأجل فلسطين
ورويت بدمي
أرض أجدادي
وحمى جسدي
أرض الإسراء
أنا ولدت لأموت
أعلم أن الشهادة
كتبت على جبيني
هكذا هم حماة فلسطين
يولدون ليموتوا
بلا تكفين
أنا الشهيدة
في سن الورد
أصابني سم العدو
واستشهدت في الحين
ليس الموت ما أحزنني
بل أمتي!
أمتي ما عادت أمتي
وكيف تكون أمتي
وهي تراني أقتل ببشاعة
ولا تحرك ساكنا لنصرتي
هل هذه أمة محمد النبي؟
أم أمة بلا عنوان!
هل هذه أمة خالد بن الوليد؟
أم لم تعد فيها النساء تلد الرجال؟
أمتي نائمة
وحولها الكلاب
في جسدي تمزق
كيف يحلو لأمتي النوم
والموءودة تقتل بلا ذنب
كيف تكون هذه أمتي؟
ولا أحد فيها يسأل
بأي ذنب تقتل فلسطين
أنا الشهيدة
عمري
في عمر الزهور
أعيش في وطن مذبوح
الموت فيه كشرب الماء
القاتل سيفه الملعون
لا يفرق بين كبيرنا
وصغيرنا
في طفلنا وشيخنا يذبح
وعندما يشبع من دمائنا
يذهب عند إخوتنا ليرتاح
إخوتنا!
هل هم فعلا إخوتنا؟
أم هم خدام جلادنا؟
وكيف يكونون إخوتنا
وهم من كل الجهات
يحاصروننا
هذه مصر العروبة
أغلقت في وجهنا
الأبواب
وجزيرة العرب
لا عرب فيها
ولا خير فيها
ربما خيبر فيها
وسوريا ما فيها يكفيها
والعراق بما فيه ضاق
والأردن صماء الأذن
والمغرب الكبير
لم يعد فيه كبير
وباب المغاربة
هجره المغاربة
فأين هم الإخوة؟
يا فلسطين
الأخوة صاروا كإخوة يوسف
يكيدون لفلسطين
ويبيعونها بثمن بخس
لعابري سبيل
ويخططون دوما
لبقاء فلسطين
في قاع البئر
أه يا فلسطين
إخوتك أشد مكرا
من إخوة يوسف
أنا الشهيدة
ذبحت ودفنت
في سن صغيرة
أعلن لربي ضعف أمتي
وأنعي رحيل الرجال
يا الله
كم أحس بضعفي
وبضعف أمتي
وقهر الرجال
في أمة كبيرة
تزيد عن المليار
متى النصر يا ربي
ألا إن نصر الله قريب
أعلم ذلك ربي
ورجائي فيك لا يخيب
وشوقي للنصر كبير
أنا الشهيدة
في سن الزهور
نعم!
كان عمري قصير
استشهدت بسلاح
بني صهيون
بنو صهيون قتلوني
وقتلوا أمي
وأخي الجنين
بدم بارد
أبرد من الجليد
سلبوا منا الحياة
والعربان في جزيرة
الخرفان
أعلنوا في البيان
أن بنو الشيطان
من حقهم قتل أي إنسان
وزادوا في البيان
أن قاتلنا من الشجعان
وأننا مجرد فئران
وقعنا في مصيدة الفئران
وختموا البيان
بأنهم حماة الإسلام!
أي إسلام يحمون؟
يا ربي رجوتك
خلصنا من بني خرفان
أنا الشهيدة
في سن الياسمين
أعلن لأشراف العالم
أني استشهدت
على يد الشيطان
لكن لازلت موقنة
ومؤمنة بالنصر
على يد ما تبقى من الرجال
ومن القبر أعلن العصيان
( لطفي القسمي: قصيدة أنا الشهيدة )
© 2024 - موقع الشعر