ها هما العاشقان

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الغزل والوصف، 21، آخر تحديث

ها هما العاشقان - عمر صميدع مزيد

ها هما العاشقان
في ليلة غروبٍ عبقريَّة
 
بلقاءٍ خفيٍّ شقيٍّ
لكلاهما يُظمئُ ريَّه
 
والنجوم بين السواد
تزهو بلمعاتٍ لؤلؤيَّة
 
وسكون الكون
كالأسحار زهيَّة
 
فاحتوت روحيهما
رؤيا خيالٍ ذهبيَّة
 
والتفا ببعضهما كغصنين
بأيدي ملائكيَّة
 
فٱسكرت العاشقة
بشفتيها القرمزيَّة
 
وفجَّرت نشوتها
برشفاتٍ شيِّقتٍ شقيَّة
 
وأظهرت ما أخبأت
من سرٍ ، ونيَّة
 
وبات العاشق متحيراً
من ريِّها الزكيَّة
 
تسكب إلهامها في الروح
وتحي الشاعريَّة
 
وتزفُّ أمل النَّشوان
للنَّفس الأسيَّة
 
أهي كخمرٍ لم تلامسه
شفاهٌ بشريَّة ؟
 
أهي كلحنٍ لم تناغمه
قلوبٌ عاطفيَّة ؟
 
أيُّها الليل السَّاكن
بأمانيه الوفيَّة
 
أيُّها الليل السَّابح
بأرواحنا الفتيَّة
 
أترى العاشقان
ومراميهما الخفيَّة
 
أترى الحالمان
ولقياهما الغزليَّة
 
فهتف لهما السواد
الآتي من الغسقيَّة
 
ما الكون إن لم يراعي
للحبِّ دويَّة
 
وصحى الفجر على
هيمنة العشق الزكيَّة
 
طافياً فوق ضفاف الليل
ليهديهما الحليَّة
 
أبوفراس ✓ عمر الصميدعي
2012
© 2024 - موقع الشعر