ستبقىٰ أحلامي في الفؤاد المقيَّدِ

لـ عمر صميدع مزيد، ، في الغزل والوصف، 67، آخر تحديث

ستبقىٰ أحلامي في الفؤاد المقيَّدِ - عمر صميدع مزيد

ستبقىٰ أحلامي في الفؤاد المقيَّدِ
تكويهِ كقبض الكفِّ جمراً باليدِ
 
والدَّهر يُقضىٰ بهمِّي وحُرقتي
ومُقلتاهُ تُصيبني بالسَّهم المزيَّدِ
 
لعمركم ما أخطأ السَّهم مُقلتي
ولا السَّهم شاب ولا حتَّى ينفدِ
 
متى ما شاء هواهُ أن يصطفي
مصائر الرِّجال لهواً حتَّى الأرثدِ
 
تلومني النَّفس وأُخفي ملامتي
حتَّى البكاء يُخفي بُكائي المتوددِ
 
لكن النَّفس جاشت خوفاً لحفظهِ
وأُصبتُ بمسِّه عن غير مقصدِ
 
فمن قال قولاً وقوله كالمقلقلِ
فلن أُبالي بقولهِ ولن أُبالي بتردُدِ
 
إنِّي لأحيا الحياة في حيرةٍ
من حسناءٍ تروح عنِّي وتغتدِ
 
وجهٌ كضوء الشمس عند بزوغهِ
يُضيء الكون كنقاء الخدِّ المتَّخدِّدِ
 
ظبياءٌ بخدر العين ، فمن رأها
طهُر بعينيه حتَّى ضرير المشهدِ
 
هيفاءٌ ممشوقةٌ برقة خصرها
كصوت القوس صوب المصيَّدِ
 
لو أسردتْ ضفائرها حتى المخمصِ
لن أُحصي خطَّ القصيد بل تزدَدِ
 
لن يعلم القوم وصفكِ ولن تعلمي
فليتني أفديكِ يا حلوتي وافتدي
 
فمتى تعلمي أنِّي شرابٌ في كأسكِ
وأنِّي أنحتُ الحُروف نحتاً لتهتدي
 
وإن أردتني من أهل الرُّشد تلقني
وإن صدتني مخموراً بكِ تصيَّدي
 
فلا كنتُ من زلال خمركِ أكتفي
بل كل قصٍّ من قصاقيصكِ ألتدي
 
ومهما ابتعدتِ لن تُبعدي مُنيِّتي
فدعيني أرسمكِ بما ملكت يدي
 
فلو كان أحدٌّ غيركِ ولِّيّ نعمتي
لأغاثني من الهمِّ أو أتىٰ من الغدِ
 
لكن معشوقتي هي ناري وجنَّتي
تُقلِّب القلوب تقليباً وأنا لها مُقتدِ
 
وإن كنتُ ذا مالٍ وفيرٍ لالتفتي
لكني حافيٌ فقيرٌ مُعدمٌ مُجردِ
 
ستُعلِّمكِ الأيام ما كنتِ تجهلي
وتأتيكِ الأنباء من غير موعدِ
 
أنا الشاعر الآتي من بيت المقدسِ
أنا الشاعر الذي حُسامه مُهنَّدِ
 
فلو شئتِ كنتُ عمرُ ابن مزيَّدِ
ولو شئتِ كنتُ عنترةُ ابن مشدَّدِ
 
أبوفراس✓ عمر صميدع مزيد
14 اغسطس 2020
© 2024 - موقع الشعر