مَهْمَا أَطَلْنَا لَنْ نُطِيلَ بَقَائَنَا
كُلُّ الذِي عِشْنَاهُ كَانَ وَدَاعَنَا
هَذِي البِحَارُ بِعَرْضِهَا فُتِحَتْ لَنَا
وَتَفَتَّحَتْ فِينَا الرُّبُوعُ لِنُؤْمِنَا
أَنَّ السِّنِينَ سَتَحْتَفِي بِمَجِيئِنَا
وَجِبَالُنَا سَتَصِيرُ سَهْلًا لَيِّنَا
ضَحِكَتْ عَلَيْنَا الأُغْنِيَاتُ وَلَمْ تَزَلْ
مَا حِيلَةُ الأَيَّامِ إِنْ غَدَرَتْ بِنَا
بِعُيُونِنَا ابْتَدَأَتْ نِهَايَةُ بِدْئِنَا
مَا أَقْصَرَ الدُّنْيَا بِحَاجِبِ حُلْمِنَا
قَدْ فَرَّقَتْنَا الأُمْنِيَاتُ بِأَرْضِنَا
حَتَّى غَدَى شَوْقُ الأَحِبَّةِ مَوْطِنَا
أَشْيَاؤنَا الأُولَى قَدْ احْتَفَظَتْ بِنَا
لِتَقُولَ لِلْغُرَبَاءِ : قَدْ كَانُوا هُنَا
وَأَزِقَّةُ العَبَثِ الطُّفُولِيِّ اكْتَفَتْ
بِسَذَاجَةِ العُمْرِ المُبَعْثَرِ بَيْنَنَا
نَلْقَى الصَّبَاحَ بِخَيْبَةِ المَنْفِيِّ نُبْقيِ
مَوْتَنَا سِرًّا لِنُشْبِهَ غَيْرَنَا
مِنْ لَيْلِنَا المُلْقَى عَلَى أَكْتَافِنَا
أَّجَّتْ حَرَائِقُنَا القَدِيمَةُ تَحْتَنَا
وَتَآكَلَتْ كُلُّ الأَمَاكِنِ –كُلُّهَا-
وَتَقَادَمَ الزَّمَنُ المُعَتَّقُ بِالمُنَى
وَتَأَفَّفَتْ مِنَّا الحَقَائِبُ لَمْ تُطِقْ
حَمْلَ الذِي كُنَّا نَرَاهُ هَيِّنَا
ظَلَّ السُّؤَالُ مِنْ السُّؤَالِ يُطِلُّ كَيْ
لَا يَخْتَفِي ظِلُّ الحَقِيقَةِ فَوْقَنَا
كَيْفَ افْتَرَقْنَا.. مَنْ يُرَتِّبُ مَوْعِدًا
أَهُنَاكَ أَمْكِنَةٌ تُخَبِّئُ مُمْكِنَا ؟
أَلِوِحْدِنَا سَنَعِيشُ.. هَلْ يَكْفِي انْتِصَارُ
الحُلْمِ كَيْ نَنْسَى خَسَائِرَ بُعْدِناَ ؟
مُرِّي عَلَيْنَا يَا طَلَائِعَ حُبِّنَا
وَتَطَلَّعِي فِينَا وَ مُدِّي الأَعْيُنَا
مَاءَ الحَيَاةِ وَنُورَهَا لَا شَيْءَ مِنْ
غَيْرِ الأَحِبَّةِ يَسْتَحِقُّ لِنَحْزَنَا
لا يوجد تعليقات.